شهداء الفضيلة..(3) الشيخ علي بن أحمد العاملي الجُبَعي (الشهيد الثاني)

الإثنين 30 نوفمبر 2020 - 08:10 بتوقيت مكة
شهداء الفضيلة..(3) الشيخ علي بن أحمد العاملي الجُبَعي (الشهيد الثاني)

اسلاميات-الكوثر: (الشهيد الثاني) هو الشيخ علي بن أحمد العاملي الجُبَعي، من شهداء الفضيلة والفقاهة، هو (911 ــ 965 هـ) من أحفاد العلامة الحلي ومن أبرز علماء وفقهاء مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) في القرن العاشر الهجري وله مصنفات كثيرة أشهرها شرح اللمعة الدمشقية في الفقه الإسلامي للشهيد الاول (الشيخ شمس الدين محمد بن مكي العاملي).

ذاع صيت الشهيد الثاني في الأوساط العلمية بعد استقراره في بعلبك وتصدّيه لإدارة المدرسة البعلبكية حيث شدّ الرحال إليه الكثير من الفضلاء والعلماء، وأخيرا استشهد سنة 965 للهجرة على ساحل البحر خلال اخذه مخفورا من مكة المكرمة الى عاصمة الحكم العثماني في القسطنطينية.

ولادته ونسبه

ولد في 13 شوال سنة 911 هـ في قرية (جُبَع) من توابع جبل عامل اللبنانية.

هو زين الدين بن نور الدين علي بن أحمد العاملي الجُبَعي، يرجع الشهيد الثاني إلى أسرة عرفت بالعلم والورع حتى وصف رجالها بسلسلة الذهب، منهم:-

والده الشيخ نور الدين علي الذي يعد من أكابر عصره.

ولده الشيخ أبو منصور جمال الدين حسن المعروف بـصاحب المعالم.

سبطه السيد محمد علي العاملي المعروف بـصاحب المدارك.

أحفاده الشيخ علي والشيخ زين الدين أبناء الشيخ حسن صاحب المعالم.

وتعود اليه – من جهة الأم- عائلة آل الصدر كالسيد حسن الصدر صاحب كتاب تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام، والإمام السيد موسى الصدر، والإمام الشهيد الرابع السيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليهم اجمعين.

أحواله في طلب العلم‏

اشتغل بالدراسة بعد أن ختم كتاب الله العزيز وسنّه إذ ذاك تسع سنين، مشتغلا بقراءة الفنون العربية والفقه على والده علي بن أحمد العاملي إلى أن توفي سنة 925 هـ، وكان من جملة ما قرأه عليه المختصر النافع للمحقق الحلي واللمعة الدمشقية للشهيد الأول، وغير ذلك من الكتب.

رحلاته:
مع أنّ السفر غربة وعناء، ووحشة ومتاعب ومخاطر لا سيّما في ذلك الوقت.. إلاّ أن السفر كان ممتدّاً في حياة الشهيد الثاني، يرى فيه أُنساً ونوالاً. فهو لم يُعمَّر أكثر من 54 سنة، ولم يسافر قبل وفاته أبيه، لكنّه قضى قرابة ثلاثين عاماً من عمره في أسفار ورحلات:
1- منها علميّة: درس خلالها على أفضل العلماء، ودرّس جمعاً غفيراً.

في سنة 952 هـ حط رحاله بالقسطنطينية والاجتماع بأهل الفضائل والعلوم، ولفضله وغزارة علمه وأدبه اختارته القسطنطينية مشرفا على المدرسة النورية في بعلبك.

2- ومنها عباديّة: تشرّف فيها بالحج والعمرة، وزيارة بيت المقدِس، وزيارة العتبات المقدّسة في النجف الأشرف وكربلاء والكاظميّة وسامرّاء بالعراق.

وكانت سفراته العلميّة من (ميس، وكرك نوح، وجُبَع في لبنان)، الى دمشق ومصر والحجاز وبيت المقدس والقسطنطينية وحلب وبعلبك.. وغيرها، حتّى لم يُبق السفر من عمره إلاّ عشر سنوات قضاها مقيماً في مدينته جُبَع مشتغلاً بالتدريس والتأليف حتى اسشهاده.

مرجعيته

بعد استقراره في بعلبك وتصدّيه لإدارة المدرسة النورية ، ذاع صيت الشهيد الثاني في الأوساط العلمية، حيث شدّ الرحال صوب درسه الكثير من الفضلاء والعلماء لينهلوا من نمير علمه وكرم خلقه، خاصّة وأنّ الشهيد عرف بتبحّره في الدروس المقارنة على المذاهب الخمسة الجعفري، والحنفي، والشافعي، والمالكي، والحنبلي، فكان يدّرس الفقه والعقائد المقارنة على جميع المذاهب الخمسة.

إقرأ أيضا: شهداء الفضيلة..(4) الشهيد الثاني.. مشايخه، تلامذته، مؤلفاته وشهادته

في الحلقة اللاحقة من شهداء الفضيلة..(4) نستعرض بأذن الله تعالى مشايخ (الشهيد الثاني) وأقوال العلماء في حقه وتلامذته ومؤلفاته وشهادته

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأحد 29 نوفمبر 2020 - 23:36 بتوقيت مكة