لعل الاستحقاق الابرز والاهم امام ایران وسوریا بعد اندحار الارهاب هو تعزیز العمل المشترک علی المسارین السیاسی والاقتصادی واستکمال الخطوات التی بدأتها الوفود الایرانیة الزائرة الی سوریا فی الاونة الاخیرة.
مما یدلل علی الاهمیة الکبیرة لزیارة جهانغیری لسوریا ، التركيبة الاقتصادية والسياسية للوفد المرافق له والتي تضفي بعدا اقتصاديا غالبا علي هذه الزيارة وتبرهن على رغبة ثنائية جادة للتأسيس لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي انطلاقا من ایمان وقناعة حکومتی البلدین ان التنمیة ستکون صمام الامان لعدم عودة التطرف والعنف الی الساحتین السیاسیة والامنیة فی سوریا. بالاضافة الى ذلك ، فان التعاون الاقتصادي المتعدد الاطراف بامكانه ان يحقق مصالح البلدين لما فيه الخير لشعبيهما ..
زيارة النائب الاول للرئيس الايراني الي دمشق وهي الاولي منذ عام 2011 تعكس بوضوح ان كلا البلدين امام مرحلة جدية وحاسمة من التعاون بينهما اقتصاديا وسياسيا وثقافيا ..
الرئيس السوري بشار الاسد، أكد خلال استقباله النائب الأول للرئيس إسحاق جهانغيري في العاصمة دمشق على أهمية الاتفاقيات التي جرى توقعیها بين البلدين، معتبرا أنها تسهم في تعزيز صمود سوريا وايران في وجه الحرب الاقتصادية التي تشنها عليهما بعض الدول الغربية.
تحمل زياره جهانغيري طابعا اقتصاديا بشكل عام، الهدف منها توقيع اتفاقيات مشتركه والمضي قدما لاخراج سوريا من حربها وما تمخض عن ذلک من دمار ومشاکل ، حيث تم افتتاح ملتقى الاعمال السوري الايراني ، بحضور رئيس مجلس الوزراء السوري، وبمشاركة واسعة من رجال الأعمال وممثلي الشركات من البلدين وتقرر تشكيل مكاتب خاصة لدى البلدين لتذليل جميع العراقيل والعقبات حتى لا تكون هنالك اعمال معطلة .
دمشق وجهت دعوه لكل الشركات الايرانيه للاستثمار في سوريا، مؤكده سعيها الى ان ترقى بعلاقات اقتصاديه مشتركه، تكون الاولى في العالم .
وأكد رئيس مجلس الوزراء السوري:" الاولوية اليوم لاعادة الاعمار، وما دمره الارهاب هي للأشقاء في الجمهورية الاسلامية الايرانية والدول الصديقة التي وقفت الى جانب الشعب السوري في هذه الحرب ".
هذا ووقعت ايران وسوريا خلال الزیارة 11 وثيقة ومذكرة تفاهم وبرنامجا تنفيذيا لتعزيز التعاون بينهما في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية والبنى التحتية والخدمات والاستثمار والإسكان.
وكانت أبرز أوراق التعاون الموقعة اتفاقية التعاون الاقتصادي الاستراتيجي طويل الأمد ومذكرة تفاهم لاجتماعات اللجنة المشتركة العليا وقعهما النائب الاول للرئيس الايراني اسحاق جهانغيري ورئيس مجلس الوزراء السوري عماد خميس.