وبحسب مقال بمجلة فورين بوليسي، أظهر استطلاع للرأي العام لجامعة ميريلاند مؤخرا أن العديد من جوانب آراء هيل مشتركة بين الجمهور الأميركي على نطاق واسع، وأن هذه الآراء لا تعكس في حد ذاتها مواقف معادية للسامية أو حتى عداوة لإسرائيل. وبالنسبة لهذه القضايا هناك فجوة بين وسائل الإعلام والسياسيين الأميركيين من جهة وبين الجمهور الأميركي من جهة أخرى.
وقال كاتب المقال شبلي تلحمي -وهو مدير استطلاع القضايا النقدية بجامعة ميريلاند- إنه رغم إثارة العديد من القضايا حول هيل فإن الجزء من خطابه الذي تلقى أكثر الانتقادات هو دعوته إلى "فلسطين حرة من النهر إلى البحر" والتي اعتبرها البعض أنها تدعو إلى إنهاء "الاحتلال".
وقد أوضح هيل نفسه على الفور تقريبا أن "إشارتي (من النهر إلى البحر) لم تكن دعوة لتدمير أي شيء أو أي شخص، بل كانت دعوة للعدالة، سواء في الاراضي المحتلة أو في الضفة الغربية/غزة".
وأشار تلحمي إلى استطلاع في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول بين عينة تمثيلية من 2352 أميركيا سئلوا عن النتيجة التي يريدون من إدارة ترامب السعي إليها بالوساطة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث انقسم الأميركيون بين دولة واحدة متساوية بالمواطنة وبين دولتين تتعايشان جنبا إلى جنب.
حركة المقاطعة
فقد قال 35% إنهم يريدون حل الدولة الواحدة بشكل كامل، وفي حين دافع 36% عن حل الدولتين أيد 11% الحفاظ على الاحتلال، وأيد 8% الضم دون مواطنة متساوية. ومن بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة ارتفع الدعم لدولة واحدة إلى 42%.
وفي حين أن معظم الأميركيين ربما لم يسمعوا قط عن حركة المقاطعة (بي دي أس) التي يدعمها هيل، فإن الاستطلاع يظهر تأييد عدد كبير من الأميركيين فرض عقوبات أو إجراءات أكثر جدية إذا استمرت المستوطنات بالضفة الغربية بالتوسع، فقد أيد 40% مثل هذه الإجراءات، بمن فيهم أغلبية الديمقراطيين (56%).
كما أن هناك شعورا متزايدا بأن الحكومة الإسرائيلية لديها "تأثير كبير" على السياسة الأميركية والسياسات العامة، إذ يقول 38% من جميع الأميركيين -بما في ذلك 55% من الديمقراطيين و44% من الذين تقل أعمارهم عن 36 عاما- إن تل أبيب لديها تأثير كبير على الحكومة الأميركية، مقارنة مع 9% يقولون إن لديها "تأثيرا ضئيلا للغاية" ويقول 48% إن لديها "المستوى الصحيح تقريبا من التأثير".
وفي حين أن عدد المشاركين اليهود في عينة الاستطلاع (115) أصغر من أن يتعمم بثقة، فإنه يلاحظ أن آراءهم تندرج في نفس خطوط الاتجاه الوطني. إذ يقول 37% إن لكيان الاحتلال تأثيرا كبيرا، ويدعي 54% أنها تتمتع بالمستوى المناسب، بينما يقول 7% إن لديها القليل جدا من التأثير.
عداء سياسي عميق
وأشار الكاتب إلى أن هذه النتائج لا تشير إلى ارتفاع بمعاداة السامية ولا حتى ارتفاع في العداء تجاه الاحتلال. وكما أظهر تحليل استطلاعات الرأي السابقة فإن العديد ممن يتبنون هذه الآراء يستندون فيها لوجهة نظر عالمية مبدئية تؤكد على حقوق الإنسان والقانون الدولي.
ومن غير المستغرب -يقول الكاتب- أن يكون لدى الأميركيين انقسام حاد بوجهات النظر حول الإسرائيليين والفلسطينيين، وما قد يراه العديد كشعور متنامي معاد للاحتلال بين الديمقراطيين في الحقيقة شعور خاطئ لكنه يعكس غضبا تجاه السياسات الإسرائيلية.
وفيما يتعلق بما إذا كان الأميركيون يريدون أن تميل إدارة ترامب نحو "الاحتلال" أو تجاه الفلسطينيين أو لا تميل إلى أي الجانبين، فهناك فرق شاسع بين الجمهوريين والديمقراطيين بالاستطلاع الجديد.
وبينما يريد غالبية الجمهوريين (57%) من واشنطن أن تميل نحو "الاحتلال" بشكل كامل، فإن أغلبية كبيرة من الديمقراطيين (82%) يريدون منها ألا تميل إلى أي من الجانبين، بالإضافة إلى 8% يريدون أن تميل نحو الفلسطينيين و7% نحو كيان الاحتلال. ومع ذلك ليس من الدقة وصف عدم تحيز "الديمقراطيين" بأنه "معاد لإسرائيل".
المصدر : فورين بوليسي