هکذا تبدو الصورة للجمیع .. البحرين جزيرة خالیة من العمل السياسي ؛ فالتعبير عن الراي والعمل الحقوقي والاحتجاج السلمي فیها جریمة لاتغتفر .. بارلمانها لایمثل احدا مجرد واجهة تجميلية لسلطة ديكتاتورية ، لیس الا...
نعم لمقاطعة الانتخابات النيابية نعم للتصويت على العريضة الشعبية من اجل مجلس تاسيسي وصياغة دستور جديد الشعار الذی قرر الحراک الشعبی فی هذه الجزیرة الرکون الیها لاخراج البلاد من عنق زجاجة الازمة.. العریضة الشعبیة ربما تکون طوق نجات للنظام من شعب نبیل ینشد الخیر والامان والاستنقرار لبلاده او ربما انها ستکون الفرصة الاخیرة للنظام لکی یعود الی لعة العقل والمنطق ویعید النظر فی حساباته الخاطئة التی قد تجرفه الی هاویة السقوط ..
العریضة الشعبیة یمکن ان تمثل فی نفس الوقت دور الشعب الوسیط بین النظام والمعارضة لحلحلة الازمة التی تعضق بالبلاد الا ان رفض النظام هذه سیختلف فی تبعاته عن السابق وعن کل ما کانت الحکومة ترفضها من مبادرات ومشاریع نبیلة ومخلصة للعباد والبلاد ..
من دون شک ان الانتخاب واجب وطني عندما تدفع نتائجه باتجاه تمکین المواطن فی صنع القرار وتعبر عن نبض الشارع وتوفیر الاجواء المناسبة حيث لابد ان يسبق الانتخابات اجواء تصالحية ويكون هناك ممثلون للمعارضة لا ان یکون المجلس البحريني اداة من ادوات النظام لتنفيذ سياسته ویکون المجلس المنتخب على مقاس النظام .
وهکذا ستکون مقاطعة الانتخابات بمثابة استفتاء حقيقي على اصل النظام وان توقيع العريضة الشعبیة ارادة الشارع لانشاء مجلس تاسيسي لوضع دستور جديد للبلاد وینتشلها من وحل نظام العائلة والقبیلة..