ومع تصاعد المخاوف من استخدام الديمقراطيين صلاحياتهم داخل "الكونغرس" لوقف برامج ترامب، وممارسة تدقيق رقابي على إدارته، علق الرئيس الأمريكي قائلا: "إذا حدث ذلك سنفعل الشيء نفسه، وستتوقف الحكومة، وسألقي باللوم عليهم (الديمقراطيين)". وأردف: "سيأتي الديمقراطيون إلينا، وسنتفاوض معهم، و ربما نتوصل لصفقة، وربما لا".
وأضاف: "آمل أن نتمكن جميعا من أن نعمل معا العام المقبل لمواصلة تحقيق وعودنا للشعب الأمريكي"، مشيرا إلى أن التجارة والبنية التحتية وخفض تكاليف الرعاية الصحية من القضايا التي يمكن التعاون بشأنها.
ورجح محللون ومراقبون، بحسب وسائل إعلام أمريكية، أن تتسبب سيطرة الحزب الديمقراطي على مجلس النواب الأمريكي في تأخير التصديق على العديد من الصفقات والاتفاقيات التجارية.
وتدور معظم النقاشات حول كيفية ضرورة وقف مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى المملكة السعودية، لكن الرئيس دونالد ترامب قال مرارا إنه لا يريد أن يعرَض الأموال القادمة إلى الولايات المتحدة للخطر ، ويشعر بعض أعضاء الكونغرس بقلق خاص أن إيقاف شحنات الأسلحة إلى السعودية قد يؤثر سلبًا على الوظائف.
وربما يحاول الديمقراطيون وضع حد لصفقات الأسلحة التي تعقدها واشنطن مع الرياض، وربما تخير إدارة ترامب، المسؤولين السعوديين بين إنهاء الحرب في اليمن والحصول على أسلحة، بحسب وسائل إعلام أمريكية.
وقال شيرمان: "إذا كان لا يمكنك ائتمان أصحاب القوة في الرياض على منشار عظمي، فلا يمكنك ائتمانهم على سلاح نووي".
ورجح محللون ومراقبون، بحسب وكالة "بلومبرج" الأمريكية، أن تتسبب سيطرة الحزب الديمقراطي على مجلس النواب الأمريكي في تأخير التصديق على الاتفاق التجاري الجديد، الذي أبرمه الرئيس الأمريكي مؤخرا مع كندا والمكسيك ويجبر إدارة ترامب على إجراء تغييرات.
وسيكون بإمكان الديمقراطيين الضغط على الرئيس ترامب لتحسين التزامات العمل بالاتفاق مع التركيز على آليات تنفيذ الاتفاق والشروط الخاصة بالأدوية، وكيفية معالجة الاتفاق لعملية الاستعانة بمصادر خارجية.
وقالت مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية، إن ترامب سيواجه اختبارا مبكرا عندما يسعى إلى تمرير اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا العام المُقبل، والتي ستُغني عن اتفاقية "النافتا" التي يؤيدها الديمقراطيون ويهدد الرئيس الأمريكي بالانسحاب منها.
ومثلما تعاملت إدارة ترامب في محادثاتها التجارية مع اليابان، تقول المجلة إن الحزب الديمقراطي قد يحث الإدارة الحالية على وضع معايير مختلفة إذا كان ترامب يأمل في عقد اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن بعض أهم مبادرات السياسة الخارجية لترامب، مثل صفقات تجارية جديدة ومعاهدة سلام محتملة مع كوريا الشمالية وقوة الفضاء وتعزيز الأسلحة النووية، قد تتطلب موافقة الكونغرس.
ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن الديمقراطيين سيصرون على تخفيض النفقات الخاصة بالدفاع. وكان ترامب قد تعهد بزيادة ميزانية وزارة الدفاع "البنتاجون"، مؤكدا أنها ستجعل القوات الأمريكية الأقوى والأكثر تأثيرا في العالم.
وقال العضو الديمقراطي عن ولاية واشنطن ورئيس لجنة الخدمات المسلحة في الكونغرس، آدم سميث، أن إحدى أولوياته في الكونغرس القادم ستكون عقد جلسات استماع حول "تسييس الجيش".
ويعارض سميث، بحسب "ذا أتلانتيك" ترقية ترسانة الأسلحة النووية الأمريكية، ومقترح بقيمة 13 مليار دولار لفرع عسكري جديد يسمى القوة الفضائية، معتبرا أن أنه أمر غير ضروري ولا يمكن تحمله.