شاركوا هذا الخبر

واشنطن: الجيش الأمريكي يخشى خسارة نفوذه لمصلحة إيران

ايران - الكوثر: نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن قادة في الجيش الأمريكي قلقهم من تقلص نفوذ الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يسهم في تحجيم قدرتها على الاستجابة للتهديدات الإيرانية، خاصة في ظل ما فرضته إدارة دونالد ترامب من عقوبات نفطية وتجارية على طهران.

واشنطن: الجيش الأمريكي يخشى خسارة نفوذه لمصلحة إيران

 

تصاعد القلق يأتي في أعقاب قرار البنتاغون نقل سفن وطائرات مقاتلة وأنظمة دفاع صاروخية من المنطقة، في الفترة التي سبقت المهلة التي حددها ترامب لبدء الحظر الامريكي على تصديرالنفط الإيراني التي تبدأ اليوم الأحد.

وعلى الرغم من أن المسؤولين، وفق الصحيفة، لا يعتقدون أن إيران قادرة على تحمل هجوم واسع النطاق طويل الأمد قد تشنه القوات الأمريكية في المنطقة، فإنهم يشعرون بالقلق من احتمال اندلاع مثل هذه المواجهة وقيام طهران باستخدام ترسانتها القوية من الصواريخ البالستية، واستخدام الألغام لإغلاق الممرات المائية الحيوية للتجارة.

وتضيف "واشنطن بوست": "لقد تقلصت البصمة الأمريكية في المنطقة مع سعي البنتاغون، في إطار استراتيجية ترامب لإعادة توجيه أولويات الأمن القومي، حيث تم توجيه الجيش للتنافس مع الصين وروسيا بدلاً من الانخراط في صراع مع الجماعات المتمردة التي كانت محور ما بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001".

وحتى عندما رفع البيت الأبيض إيران لمصاف الأهداف، فإن البنتاغون ركز جهوده على ما وصف بمنافسة "القوى العظمى"، وذلك ليتناسب مع قوة الولايات المتحدة كقوة عالمية، بحسب الصحيفة.

القيادة المركزية الأمريكية، بحسب مسؤولين تحدثوا مع "واشنطن بوست"، طلبت موارد إضافية لتكون قادرة على تحقيق استراتيجيتها المتمثلة بمحاولة اخراج القوات الإيرانية من سوريا، وأيضاً السعي لاحتواء إيران في أعقاب الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي.

ومنذ مارس الماضي ليس لدى الجيش الأمريكي أي حاملة طائرات في المنطقة، كما أنه تمت إزالة أجزاء كبيرة من بطاريات صواريخ "باتريوت" إلى جانب طائرات مقاتلة معينة مثل "f22" المتقدمة، بحسب ما ذكره مسؤولون في الجيش الأمريكي.

وجاء في التقرير ان هذا التحول في الوجود العسكري الأمريكي حدث في أعقاب التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز، وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإن الاستعداد لمواجهة عسكرية مع إيران ستتطلب فترة أطول بكثير ممَّا تحتاجه إيران لإلحاق الضرر بالتجارة العالمية.

يقول الرائد إيرل براون، المتحدث باسم القيادة المركزية: "إن القيادة لديها القوات التي تحتاجها لهزيمة داعش، ومساعدة القوات الأفغانية على محاربة طالبان والقيام بمهام أخرى".

وتابع: "بينما لن نناقش حركة قوات محددة خارج المنطقة، فقد أثبتت الولايات المتحدة مراراً القدرة على الانتشار السريع في أي وقت، وفي أي مكان توجد حاجة لذلك".

ومن بين أبرز ما يشغل القادة العسكريين الأمريكيين قدرة الجيش على الرد على إغلاق مضيق هرمز في حال قررت إيران ذلك، ويوضح أحد المسؤولين للصحيفة في سياق ذلك: "إنكم الآن تضغطون عليهم اقتصادياً ودبلوماسياً، وليس من المعروف ما يمكن أن تفعله إيران لمواجهة ذلك".

ومنذ أن تم سحب السفينة الأمريكية "تيودور روزفلت" إلى المحيط الهادىء في الربيع الماضي، لم توجد أي حاملة طائرات أمريكية في الشرق الأوسط، وهي أطول فترة تغيب فيها حاملة طائرات أمريكية عن منطقة الخليج الفارسي منذ سنوات.

وعلى الرغم من أن الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية، رفض مناقشة أوجه القصور في المنطقة، فإنه يؤيد التوجه نحو الصين وروسيا.

يقول مسؤولون أمريكيون في القوات البحرية: "إن هناك أربعة ممرات مائية في المنطقة، وعندما يتم التكليف بمواجهة تهديد  الحوثيين في اليمن في باب المندب، فإنه على الجانب الآخر من شبه الجزيرة العربية، وفي كثير من الأحيان تكون هناك قطع بحرية خاضعة للصيانة".

بمقابل ذلك، لدى إيران ما لايقل عن 1000 قارب سريع يمكن أن تستخدمها إيران لمضايقة السفن الأمريكية ووضع الألغام في المياه قبالة سواحلها، حيث يقدر المسؤولون الأمريكيون أن لدى إيران القدرة على زرع 1000 لغم في أقل من أسبوع.

كما لا يشعر المسؤولون الأمريكيون بالثقة في قدرتهم على صد الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تقدر بنحو 2000، خاصة أن البنتاغون أزال هذا العام أربع بطاريات صواريخ باتريوت من المنطقة.

ولمواجهة خطر الألغام، تمتلك الولايات المتحدة كاسحات ألغام ومروحيات متخصصة مقرها في البحرين، لكن قدرتها على تأمين الممرات المائية الملغومة يمكن أن تبطئها الصواريخ والقوارب الإيرانية.

تقول مارا كارلين، المسؤولة السابقة في البنتاغون والأستاذة المشاركة في كلية جون هوبكنز: "إن قرار ترامب بالانسحاب من الصفقة النووية زاد من خطر حدوث صدام مع إيران".

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة