يتطرق كتاب )آفاق الفكر السياسي عند الحكيم الفارابي( من خلال بحثه ودراساته المستفيضة الى مرحلة من مراحل الفكر السياسي لمفكر بارع وعالم كبير في تاريخنا الاسلامي ألا وهو الحكيم محمد بن محمد ابو النصر الفارابي الذي ولد عام 874 والمتوفی عام 950 للميلاد ، فيعّرف به وبعصره وبفكره بأسلوب سهل رصين وعميق في آن واحد . يسعى المؤلف في هذا الكتاب الی  توضیح اهمية ابداعات المعلم الثاني وكيف اقتبس الفلسفة اليونانية من دون ان يبقى مقلدا لها ، بل سعى الى إیجاد نوع من المصالحة بين الفكر الفلسفي وأحكام الاسلام وتعاليمه ، فساوى وطابق بين العقل الفعال وملك الوحي والفيلسوف الملك مع الامام في الفسلفة السياسية الشيعية . و قد حصل الفارابي من خلال ابداعاته الفلسفية على قبول على مدى التاريخ الاسلامي واختص لنفسه لقب مؤسس الفلسفة الاسلامية .. ولم يكتف الفارابي باعادة بناء الفلسفة في العالم الاسلامي بل تجاوز ذلك الى مصالحة تاريخية بين (من) و امام الفلاسفة والمعلم الاول في اليونان القديمة (أرسطو) ...  ويقول المؤلف ان الفارابي يرسم نظاما سياسيا فاضلا لايواجه ابدا فراغا قياديا او قانونيا او فضائليا.

قسم المؤلف بحثه في هذا الكتاب على ثلاثة اقسام في اربعة عشرة فصلا بالاضافة الى مقدمة وخاتمة . فخصص القسم الاول من الكتاب الى حياة الفارابي وعصره ، فاشتمل الفصل الاول منه على الاوضاع السياسية لعصر الفارابي ، و الفصل الثاني والثالث علی الاوضاع الثقافية والعلمية في عصر الفارابي . اما القسم الثاني من الكتاب فيتعرض الى أسس ومبادئ الفلسفة السياسية عند الفارابي . اما القسم الثالث من الكتاب فيستعرض المؤلف فیه الفلسفة والنظام السياسي عند الفارابي ... ويتطرق المؤلف الى الحياة العلمية والسياسية والثقافية للفارابي باسهاب خصوصا الى حياته وسيرته الشخصية .