يقع الكتاب في اكثر من 300 صفحة تمت طباعته للمرة الاولى في عام 2009، جاء هذا الكتاب ليلقي مزيدا من الضوء على مواضيع حيوية هامة قديمة متجددة تشغل عالمنا العربي والاسلامي على حد سواء ، وقد يصح القول انه جاء نتيجة طبيعية لخطاب الغرب المعادي للاسلام والمسلمين عربا كانوا او غير عرب، وكذلك ردا على بعض المتعالمين الذين يظنون في انفسهم فقاهة في عقائد الاسلام وتاريخه وتراثه الفقهي والفكري ، لقد قسّم المؤلف كتابه هذا الى فصلين رئيسيين :الفصل الاول وعنوانه ماهية الخطاب السياسي والديني والفكري والثقافي الغربي المعاصر، وهو يضم ثلاثة بحوث: اولا: الخطاب الغربي المعاصر وأصوله والخطاب الاسلامي المقابل ، وثانيا: الخطاب الاستشراقي تجاه الاسلام والفكر الاسلامي وثالثا: خطاب العولمة معناها اهدافها اسسها ،، اما الفصل الثاني فاستعرض فيه المؤلف التجديد والابداع في الاسلام، وهو رد على اتهام الخطاب الغربي للاسلام والمسلمين بالجمود والتخلف ومعاداة العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة ،ويضم ايضا ثلاثة بحوث الاول تحت عنوان الاسلام والتجديد في عهد النبوة والخلفاء الراشدين والثاني يشير فيه المؤلف الى موضوع علم اصول الفقه والاجتهاد الاسلامي اما البحث الثالث فخصصه الى صورة المرأة في الاسلام وفي الخطاب الفلسفي اليوناني وامتداداته الفلسفية الغربية الحديثة والمعاصرة .

قد يتسائل البعض ونحن منهم هل الخطاب الغربي الامريكي الاوربي المعاصر تجاه الاسلام والمسلمين خطاب له جذور سياسية او دينية او ثقافية او فلسفية وهل هذا الخطاب يمثل كل الخطاب الغربي الامريكي و الاوربي ويعبر حقيقة عن مجمل ذهنية وواقع ثقافة المجتمع الغربي ،وللاجابة عن هذين التساؤلين ، يقول المؤلف :انه من الصعوبة بمکان فصل الخطاب السياسي الغربي الاسلاموي عن ابعاده الدينية التاريخية والثقافية والسياسية .