نساء عاصرن الأئمة وعشن أبداً.. فاطمة الصغرى

الأربعاء 24 أكتوبر 2018 - 09:56 بتوقيت مكة
نساء عاصرن الأئمة وعشن أبداً.. فاطمة الصغرى

عاشوراء – الكوثر: فاطمة الصغرى كان لها دور إعلامي بإيصال رسالة ما جرى بواقعة الطف، فأفشلت مع بقية حرائر بيت النبوة المخطط الأموي البغيض..

 

مرض شديد أصابها في عمر الثامنة، فلم يصحبها والدها الإمام الحسين (عليه السلام) معه، أيام مسيرة كربلاء الخالدة، وقد أقنعها صاحب القلب العطوف أبوها السبط بالمكوث، وأنها ستعاني كثيراً من الألم والمكابدة برحلتها، موصياً إياها بالصبر والتصبر والاصطبار، فبقيت تحت رعاية أم سلمة وأم البنين (عليهما السلام) في مدينة جدها (المدينة المنورة)، لكنها امتلأت حزناً على رحيلهم وتألمت على فراقهم، إنها ابنة الإمام الحسين، فاطمة الصغرى (فاطمة العليلة) عليهما السلام.

 

والدتها أم أسحاق بنت طلحة ابن عبيد الله التيمي، عاصرت زوجها الإمام الحسين، وابنه الإمام زين العابدين (عليهما السلام)، وكانت لفاطمة الصغرى علاقة وطيدة، بأخيها عبد الله الرضيع، وورد في بعض المصادر، أنها عاشت وقائع الطف ما قبلها وما بعدها، حالها كعقائل الوحي ومخدرات الرسالة، فتحملت صنوف الخوف والترهيب، والعطش في ملحمة كربلاء، وتربت بكنف أخيها الإمام السجاد (عليه السلام)، ثم توفيت فأصبح لها قبر موجود بدمشق بمقبرة باب الصغير.

 

رغم تضارب الروايات حول ذهاب فاطمة العليلة مع موكب السبايا، لأنها لم تستطع مفارقة أبيها، حيث كانت تفرش له سجادة الصلاة، وتناغي أخيها الرضيع علي الأصغر في مهده، وبين رواية بقائها بالمدينة المنورة إثر مرض شديد ألمَّ بها، يروى عنها خطبة وجهتها لأهل الكوفة، أثناء رحلة السبي قائلة: (يا أهل المكر والغدر والخيلاء، فإنّا أهل بيت ابتلانا الله بكم فتباً لكم، افتخرتم بقتل قوم زكّاهم الله وطهرهم وأذهب عنهم الرجس، ألا لعنة الله على الظالمين).

 

سيرة حياة السيدة فاطمة الصغرى، تبين أنها تزوجت من ابن عمها الحسن المثنى بن السبط الحسن (عليهما السلام) حسب بعض المصادر، ومنهما ينحدر نسل السادة الحسنيين، وأنجبت له عبد الله المحض، وإبراهيم الغمر، والحسن المثلث، وزينب، ولكثرة نحيبها على علي الأصغر(عبد الله الرضيع)، كنيت بأم عبد الله واختارته أسماً لولدها الأكبر، وكان لها دور إعلامي بإيصال رسالة ما جرى بواقعة الطف، فأفشلت مع بقية حرائر بيت النبوة المخطط الأموي البغيض.

 

القضية الحسينية أهم عوامل بقاء الإسلام وثبات الدين ضد كل أنواع الفساد والإنحراف والطائفية والمذهبية، وكان دور المرأة فيها مكملاً لدور الرجل، فمعركة الطف عسكرياً محسومة سلفاً، لكن دماء أهل البيت (عليهم السلام) انتصرت على سيوف الباطل والرذيلة، على أن المعركة الكلامية (المعنوية)، التي انبرت لها بنات الرسالة المحمدية، ومنهن فاطمة العليلة صنعت ثورة باسم مظلومية الطفل عبد الله الرضيع، فمشهد عاشوراء الحسين، غني بمصاديق حقوق الطفل والمرأة على حد سواء.

 

أمل الياسري

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 24 أكتوبر 2018 - 09:56 بتوقيت مكة