وأشارت الكاتبة إلى أن أجزاء من الرواية المتداولة حول وجود إثبات على قتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية بإسطنبول وتقطيعه ونقل بقاياه في شاحنة سوداء إلى طائرة خاصة توجهت إلى السعودية؛ لا تزال غير مؤكدة، ويبدو أن هناك شكا قليلا فيها.
وذكرت هاوس أن “الشرير الرئيسي هو على ما يبدو ولي العهد محمد بن سلمان، الذي يدير كل جانب من جوانب المملكة، والذي بدون إذنه لا يحدث شيء له أهمية”، وأردفت أن “هذه الحادثة الدنيئة ليس أفضل تحليل لها على أنها صدام بين حاكم مستبد وبطل ديمقراطي، بل هو أقرب إلى صراع داخلي مدمر”.
وألمحت إلى أن خطف المنتقدين وإعادتهم إلى السعودية ليس جديدا على هذا النظام، رغم أن مثل هذه الأحداث في السابق لم تحظ بالكثير من الدعاية لأنه لم يمت أحد، وربما ظن ولي العهد أنه يستطيع مرة أخرى الإفلات من أي عواقب، لكن بالتأكيد سيكون هناك ثمن دائم على سمعته.
من المرجح أن يكون التأثير الأكثر ديمومة هو نقص الثقة؛ مما يجعل العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية تشبه زواجا بلا حب لا يستطيع معه أحد الطرفين تحمل تكاليف طلب الطلاق
”وتساءلت الكاتبة: مع هذا القدر الكبير من السلطة على شعب مسالم إلى حد كبير، لماذا يأمر أو يعاقب بما يرقى إلى جريمة من جرائم المافيا؟ حيث إن خاشقجي لم يكن يقود تمردا مدنيا ضد النظام، كما أنه لم يكن محل اهتمام واسع النطاق للمعارضة في المملكة، وبدا أنه لا يشكل تهديدا جديا لحكم ولي العهد.
زواج بلا حب
وقالت هاوس يبدو واضحا أن محمد بن سلمان، المعتاد على إصدار الأوامر في كل اتجاه من الحياة السعودية دون نقاش أو معارضة؛ أراد إسكات خاشقجي، وعندما فشلت محاولات استعادته كمستشار قُبض عليه في إسطنبول، حيث كان يأمل الزواج من خطيبته التركية، والتفسير الأرجح هو أنها كانت عملية اختطاف انتهت بصورة بشعة.
وأردفت أنه في الوقت الذي يمكن لولي العهد تجاهل الرأي العام السعودي، فإنه يجب أن يهتم بصورته الدولية، لا سيما بين المستثمرين الأجانب الذين يحتاج إلى أموالهم لتحقيق رؤيته الاقتصادية 2030.
وهذه الصورة أظلمت بشدة بعد خاشقجي، وبدأ بعض كبار المستثمرين التراجع، كما أن الاحتجاز الجماعي في فندق ريتز كارلتون قبل عام أضعف صورة ولي العهد قبل أن تسود بهذه الطريقة.
وفي حين أن ولي العهد لا يهتم بوسائل الإعلام، أو حتى نقد الكونغرس، فإنه يجب عليه أن يهتم بأي إجراء أميركي يغير بشكل جوهري العلاقة الأساسية بين الولايات المتحدة والسعودية، والتي لم تكن مبنية أبدا على القيم الأخلاقية المشتركة، بل على الأمن المتبادل.
وفي أي منطقة خطرة تعتمد السعودية على ضمانات الأمن الأميركية، وبالمثل فإن أي تطور جذري في السعودية من شأنه أن يهدد جميع المصالح الأميركية في المنطقة.
والأكثر أهمية -تضيف الكاتبة- هو أن ترامب ومحمد بن سلمان يتشاركان في عدم ثقة عميقة في إيران، حيث يبدو من المرجح استمرار العلاقة الأمنية بين الولايات المتحدة والسعودية حاليا.
وختمت بأنه من المرجح أن يكون التأثير الأكثر ديمومة هو نقص الثقة بين الولايات المتحد والسعودية؛ مما يجعل العلاقة بين البلدين تشبه زواجا بلا حب لا يستطيع معه أحد الطرفين تحمل تكاليف طلب الطلاق.
شفقنا - كارين اليوت هاوس