مع المجالس الحسينية المكتوبة..اليوم الثاني..الإمام الحسين في مجلس الوليد

الأربعاء 12 سبتمبر 2018 - 12:52 بتوقيت مكة
مع المجالس الحسينية المكتوبة..اليوم الثاني..الإمام الحسين في مجلس الوليد

وجاء في معالي السبطين للحائري عليه الرحمة قال : ثم إن نساء بني هاشم أقبلن إلى أم هاني عمَّة الحسين(عليه السلام) وقلن لها : يا أمَّ هاني ، أنت جالسة والحسين(عليه السلام)مع عياله عازم على الخروج؟ ...

الشيخ عبدالله إبن الحاج حسن آل درويش

جاء في الزيارة الناحية الشريفة مخاطبا لسيد الشهداء (عليه السلام) : كُنتَ للرسولِ (صلى الله عليه وآله) ولداً ، وللقرآن مُنقِذاً ، وللأُمّةِ عَضُداً ، وفي الطاعةِ مجتهداً ، حافظاً للعهدِ والميثاقِ ، ناكباً عن سُبُل الفُسَّاقِ ، باذلاً للمجهودِ ، طويلَ الركوعِ والسجودِ ،زاهداً في الدنيا زُهدَ الراحِلِ عنها ، ناظراً إليها بعينِ المستوحشين منها ، آمالُك عنها مكفوفةٌ ، وهِمَّتُك عن زينتِها مصروفةٌ ، وألحاظُكَ عن بَهجَتِها مطروفةٌ ، ورغبتُكَ في الآخرةِ معروفةٌ ، حتى إذا الجور مَدَّ بَاعَهُ ، وأسفر الظُّلْمُ قِنَاعَهُ ، وَدَعا الغيُّ أَتباعَهُ ، وأنت في حَرَم جَدِّك قاطنٌ ، وللظالمين مُبَاينٌ ، جليسُ البيتِ والمحرابِ ، معتزلٌ عن اللذاتِ والشهواتِ ، تُنكِرُ المنكرَ بِقَلْبِك ولِسَانِك ، على قَدْرِ طَاقَتِكَ وإمكانِك .

ثم اقتضاك العلمُ للإنكارِ ، ولَزِمَك أن تُجاهدَ الفجَّارَ ، فَسِرْتَ في أولادِك وأهاليك ، وشيعتِك ومَوَاليك ، وصَدَعْتَ بالحقِّ والبيَّنةِ ، ودعوتَ إلى اللهِ بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ ، وأمرتَ بإقامةِ الحدودِ ، والطاعةِ للمعبودِ ، ونهيتَ عن الخبائثِ والطُّغْيَانِ ، وواجهوك بالظُّلم والعُدوان .

روي عن الإمام الرضا(عليه السلام) قال : إن المحرم شهر كان أهلُ الجاهلية يُحرِّمون فيه القتال ، فاستحلّت فيه دماؤنا ، وهُتكت فيه حُرمتنا ، وسُبي فيه ذرارينا ونساؤنا ، وأُضرمت النيران في مضاربنا ، وانتُهب ما فيها من ثقلنا ، ولم ترع لرسول الله (صلى الله عليه وآله) حرمة في أمرنا ، إن يوم الحسين أقرح جفوننا ، وأسبل دموعنا ، وأذلّ عزيزنا بأرض كرب وبلاء ، أورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء ، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون ، فإن البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام.

قال الشيخ المفيد عليه الرحمة في الإرشاد : روى الكلبي والمدائني وغيرهما من أصحاب السيرة ، قالوا : لما مات الحسن(عليه السلام) تحرَّكت الشيعة بالعراق ، وكتبوا إلى الحسين(عليه السلام) في خلع معاوية والبيعة له ، فامتنع عليهم ، وذكر أن بينه وبين معاوية عهداً وعقداً لا يجوز له نقضه ، حتى تمضي المدة ، فإذا مات معاوية نظر في ذلك .

فلما مات معاوية ـ وذلك للنصف من شهر رجب سنة ستين من الهجرة ـ كتب يزيد إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ـ وكان على المدينة من قبل معاوية ـ أن يأخذ الحسين(عليه السلام) بالبيعة له ، ولا يرخِّص له في التأخير عن ذلك ، فأنفذ الوليد إلى الحسين في الليل فاستدعاه ، فعرف الحسين(عليه السلام) الذي أراد ، فدعا جماعة من مواليه وأمرهم بحمل السلاح ، وقال لهم : إن الوليد قد استدعاني في هذا الوقت ، ولست آمن أن يكلِّفني فيه أمراً لا أجيبه إليه ، وهو غير مأمون ، فكونوا معي ، فإذا دخلت إليه فاجلسوا على الباب ، فإن سمعتم صوتي قد علا فادخلوا عليه لتمنعوه عني .

فصار الحسين(عليه السلام) إلى الوليد بن عتبة فوجد عنده مروان بن الحكم ، فنعى إليه الوليد معاوية ، فاسترجع الحسين ، ثمَّ قرأ عليه كتاب يزيد وما أمره فيه من أخذ البيعة منه له ، فقال الحسين(عليه السلام) : إني لا أراك تقنع ببيعتي ليزيد سرّاً حتى أبايعه جهراً فيعرف ذلك الناس ، فقال له الوليد : أجل ، فقال الحسين : فتصبح وترى رأيك في ذلك ، فقال له الوليد : انصرف على اسم الله تعالى حتى تأتينا مع جماعة الناس .

فقال له مروان : والله لئن فارقك الحسين الساعة ولم يبايع لا قدرت منه على مثلها أبداً حتى تكثر القتلى بينكم وبينه ، احبس الرجل ولا يخرج من عندك حتى يبايع أو تضرب عنقه ، فوثب الحسين(عليه السلام) عند ذلك وقال : أنت يا ابن الزرقاء تقتلني أم هو؟ كذبت والله وأثمت ، وخرج يمشي ومعه مواليه حتى أتى منزله.

وفي رواية ابن شهر آشوب عليه الرحمة لما امتنع الإمام الحسين (عليه السلام) من البيعة ، قال : فأغلظ الوليد في كلامه وارتفعت الأصوات فهجم تسعة عشر رجلاً قد انتضوا خناجرهم وأخرجو الحسين (عليه السلام) إلى منزله قهراً.

ولله درّ الحجة الشيخ علي الجشي عليه الرحمة إذ يقول :

وافى الوليدَ بفتية كلٌّ حَلاَ                 مُرُّ المنونِ لديه دون هَوَانِهِ

فأقامهم بالبابِ لكنْ مُذْ عَلاَ      صوتُ العميدِ عَدَتْ على عُدْوَانِهِ

وبه أحاطت كالأسودِ وأرغمت   أَنْفَ العدوِّ وعاد في سلطانِهِ

يا ليتها في الطفِّ لمَّا صُرِّعت    من دونِهِ وثوت على كُثْبَانِهِ

وغدا وحيداً والعدى أَمُّوه مِنْ     رام إليه وطاعن بسنانِهِ

وقد استغاث ولا مجيبَ له          سوى صوت شَجَاه من بُكَا نِسْوَانِهِ

قاموا لنصرتِهِ وكلٌّ قائلٌ              لبَّيك داعي ربِّنا بلسانِهِ

وقال محمد بن أبي طالب الموسوي رحمه الله تعالى : لما ورد الكتاب على الوليد بقتل الحسين(عليه السلام) عظم ذلك عليه ، ثمَّ قال : والله لا يراني الله أقتل ابن نبيه ولو جعل يزيد لي الدنيا بما فيها.( بحار الأنوار ، المجلسي : 44/327 )

قال السيد عليه الرحمة : فلمَّا أصبح الحسين(عليه السلام) خرج من منزله يستمع الأخبار فلقيه مروان بن الحكم فقال له : يا أبا عبدالله ، إني لك ناصح ، فأطعني ترشد ، فقال الحسين(عليه السلام) : وما ذاك؟ قل حتى أسمع ، فقال مروان : إني آمرك ببيعة يزيد أمير المؤمنين ، فإنه خير لك في دينك ودنياك ، فقال الحسين(عليه السلام) : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وعلى الإسلام السلام ، إذ قد بليت الأمة براع مثل يزيد ، ولقد سمعت جدّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول : الخلافة محرَّمة على آل أبي سفيان ، وطال الحديث بينه وبين مروان حتى انصرف مروان وهو غضبان .

فلما كان الغداة توجَّه الحسين(عليه السلام) إلى مكة لثلاث مضين من شعبان سنة ستين ، فأقام بها باقي شعبان وشهر رمضان وشوالا وذا القعدة.

قال الشيخ المفيد عليه الرحمة : فأقام الحسين (عليه السلام) في منزله تلك الليلة ، وهي ليلة السبت لثلاث بقين من رجب سنة ستين من الهجرة ، واشتغل الوليد بن عتبة بمراسلة ابن الزبير في البيعة ليزيد ، وامتناعه عليهم ، وخرج ابن الزبير من ليلته عن المدينة متوجِّهاً إلى مكة ، فلمَّا أصبح الوليد سرَّح في أثره الرجال فبعث راكباً من موالي بني أمية في ثمانين راكباً فطلبوه فلم يدركوه، فرجعوا .

فلما كان آخر نهار السبت بعث الرجال إلى الحسين(عليه السلام) ليحضر فيبايع الوليد ليزيد بن معاوية ، فقال لهم الحسين (عليه السلام) : أصبحوا ثم ترون ونرى ، فكفوا تلك الليلة عنه ، ولم يلحّوا عليه ، فخرج(عليه السلام) من تحت ليلته ـ وهي ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب ـ متوجّهاً نحو مكه ، ومعه بنوه وإخوته وبنو أخيه ، وجلُّ أهل بيته إلاّ محمد بن الحنفيّة رحمه الله ، فإنه لما علم عزمه على الخروج عن المدينة لم يدر أين يتوجَّه ، فقال له : يا أخي ، أنت أحبُّ الناس إليَّ وأعزُّهم عليَّ ، ولست أدّخر النصيحة لأحد من الخلق إلاّ لك ، وأنت أحقُّ بها ، تنحَّ ببيعتك عن يزيد بن معاوية ، وعن الأمصار ما استطعت ، ثم ابعث رسلك إلى الناس ، ثم ادعهم إلى نفسك ، فإن تابعك الناس وبايعوا لك حمدت الله على ذلك ، وإن اجتمع الناس على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك ، ولا تذهب به مروءتك ولا فضلك ، إني أخاف عليك أن تدخل مصراً من هذه الأمصار فيختلف الناس بينهم ، فمنهم طائفة معك وأخرى عليك ، فيقتتلون فتكون أنت لأوَّل الأسنَّة غرضاً ، فإذا خيرُ هذه الأمة كلها نفساً وأباً وأماً أضيعها دماً وأذلّها أهلا .

فقال له الحسين(عليه السلام) : فأين أنزل يا أخي؟ قال : انزل مكة ، فإن اطمأنَّت بك الدار بها فسبيل ذلك ، وإن نبتْ بك لحقت بالرمال وشعف الجبال ، وخرجت من بلد إلى بلد حتى تنظر إلى ما يصير أمر الناس ، فإنك أصوب ما تكون رأياً حين تستقبل الأمر استقبالا ، فقال(عليه السلام) : يا أخي ، قد نصحت وأشفقت ، وأرجو أن يكون رأيك سديداً موفَّقاً.

وعن حمزة بن حمران ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال : ذكرنا خروج الحسين(عليه السلام)وتخلّف ابن الحنفية ، فقال أبو عبدالله(عليه السلام) : يا حمزة ، إني سأخبرك بحديث لا تسأل عنه بعد مجلسك هذا ، إن الحسين(عليه السلام) لما فصل متوجّهاً ، دعا بقرطاس وكتب فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، من الحسين بن علي بن أبي طالب إلى بني هاشم ، أما بعد ، فإن من لحق بي منكم استشهد ، ومن تخلّف لم يبلغ مبلغ الفتح والسلام.

وروى السيد ابن طاووس عليه الرحمة من كتاب الشافي في النسب بإسناده إلى جده محمد بن عمر قال : سمعت أبي عمر بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) يحدث أخوالي آل عقيل قال : لما امتنع أخي الحسين (عليه السلام) عن البيعة ليزيد بالمدينة ، دخلت عليه فوجدته خاليا فقلت له : جُعلت فداك يا أبا عبدالله ، حدثني أخوك أبو محمد الحسن عن أبيه (عليهما السلام) ثم سبقتني الدمعة وعلا شهيقي فضمني إليه وقال : حدثك أني مقتول ؟ فقلت : حوشيت يابن رسول الله ، فقال : سألتك بحق أبيك ، بقتلي خبرك ؟ فقلت : نعم ، فلو لا تأولت وبايعت ؟ فقال : حدثني أبي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخبره بقتله وقتلي ، وأن تربتي تكون بقرب تربته ، فتظن إنك علمت ما لم أعلمه ، وإنه لا أعطي الدنية عن نفسي أبدا ، ولتلقين فاطمة أباها شاكية ما لقيت ذريتها من أمته ، ولا يدخل الجنة أحدٌ آذاها في ذريتها.

وروى ابن قولويه عليه الرحمة ، عن جابر ، عن محمد بن علي(عليهما السلام) ، قال : لما همَّ الحسين(عليه السلام) بالشخوص عن المدينة أقبلت نساء بني عبدالمطلب فاجتمعن للنياحة حتى مشى فيهنَّ الحسين(عليه السلام) ، فقال : أنشدكنَّ الله أن تبدين هذا الأمر معصية لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله) ، فقالت له نساء بني عبد المطلب : فلمن نستبقي النياحة والبكاء ، فهو عندنا كيوم مات فيه رسول الله(صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة ورقية وزينب وأم كلثوم ، فننشدك الله ، جعلنا الله فداك من الموت يا حبيب الأبرار من أهل القبور ، وأقلبت بعض عمَّاته تبكي وتقول : إشهد يا حسين لقد سمعت الجن ناحت بنوحك ، وهم يقولون :

فإن قتيلَ الطفِّ من آلِ هاشم         أذلَّ رقاباً من قريش فذلَّتِ

حبيبُ رسولِ اللهِ لم يكُ فاحشاً      أبانت مصيبتُك الأنوفَ وجلَّتِ

وقلن أيضاً :

أبكي حُسيناً سيداً                  ولقتلِهِ شاب الشَّعَرْ

ولقتلِهِ زُلزلتمُ                  ولقتلِهِ انكسف القَمَرْ

واحمَّرت آفاقُ السما      ءِ من العشيَّةِ والسَّحَرْ

وتغيَّرت شَمْسُ البلا       د بهم وأظلمت الكورْ

ذاك ابن فاطمة المصـ     ـاب به الخلائقُ والبَشَرْ

أورثتنا ذلا به                جدع الأنوف مَعَ الغرر

وجاء في معالي السبطين للحائري عليه الرحمة قال : ثم إن نساء بني هاشم أقبلن إلى أم هاني عمَّة الحسين(عليه السلام) وقلن لها : يا أمَّ هاني ، أنت جالسة والحسين(عليه السلام)مع عياله عازم على الخروج؟ فأقبلت أم هاني ، فلمَّا رآها الحسين(عليه السلام) قال : أما هذه عمتي أم هاني؟ قيل : نعم ، فقال : يا عمّة ، ما الذي جاء بك وأنت على هذه الحالة؟ فقالت : وكيف لا آتي وقد بلغني أن كفيل الأرامل ذاهب عني؟ ثم إنها انتحبت باكيةً ، وتمثَّلت بأبيات أبيها أبي طالب(عليه السلام):

وأبيضَ يستسقى الغمامُ بوجهِهِ        ثِمالُ اليتامى عصمةٌ للأراملِ

تطوفُ به الهلاَّكُ من آلِ هاشم          فهم عنده في نعمة وفَوَاضِلِ

ثم قالت : سيدي ، وأنا متطيِّرة عليك من هذا المسير لهاتف سمعت البارحة يقول :

وإنَّ قتيلَ الطفِّ من آلِ هاشم         أذلَّ رقاباً من قريش فذلَّتِ

حبيبُ رسولِ اللهِ لم يك فاحشاً       أبانت مصيبتُهُ الأنوفَ وجلَّتِ

فقال لها الحسين(عليه السلام) : يا عمَّة ، لا تقولي : من قريش ، ولكن قولي : (أذلَّ رقاب المسلمين فذلَّت) ، ثم قال : يا عمَّة ، كل الذي مقدَّر فهو كائن لا محالة ، وقال(عليه السلام) :

وما هم بقوم يغلبون ابنَ غالب  ولكن بعلمِ الغيبِ قد قُدِّرَ الأمرُ

فخرجت أم هاني من عنده باكية وهي تقول :

وما أمُّ هاني وحدَها سَاءَ حالَها       خروجُ حسين عن مدينةِ جدِّهِ

ولكنَّما القبرُ الشريفُ وَمَنْ به          ومنبرُهُ يبكون من أجلِ فَقْدِهِ

أقول : ليت شعري ما حال أم هاني وبنات عبدالمطلب يوم ورد الناعي بقتل الحسين(عليه السلام) ، قال الرواي : ولما ورد نعي الحسين(عليه السلام) المدينة فلم أسمع والله واعية مثل واعية نساء بني هاشم في دورهن على الحسين(عليه السلام).

وخرجت أسماء ـ وفي رواية أم لقمان بنت عقيل بن أبي طالب ـ في جماعة من نساء بني هاشم وهي حاسرة تلوي بثوبها حتى انتهت إلى قبر رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فلاذت به وشهقت عنده ، ثم التفتت إلى المهاجرين والأنصار وهي تقول :

ماذا تقولون إن قال النبيُّ لكم         ماذا فعلتم وأنتم آخرُ الأُمَمِ

بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي         منهم أسارى ومنهم ضرِّجوا بدمِ

قال بعض الرواة : وتهيَّأ الحسين بن علي(عليهما السلام) وعزم على الخروج من المدينة ، ومضى في جوف الليل إلى قبر أمه فصلَّى عند قبرها وودَّعها، ثم قام عن قبرها وصار إلى قبر أخيه الحسن ففعل مثل ذلك ، ثم رجع إلى منزله.

ولله درّ الحجة الشيخ علي الجشي عليه الرحمة إذ يقول :

بأبي حُسيناً حين أزعجه العدى        من أرضِ طيبةَ للأحبَّةِ ودَّعا

قد ودَّعَ الأطهارَ من أهلِ العَبَا    بقبورِهم إذ بالترحُّلِ أزمعا

ولدى الترحُّلِ ودَّعته وابتغت     بَدَلَ الزيارةِ للزيارةِ موضعا

حتى إذا أمسى لقىً في كربلا        زارته في حال إليها أفجعا

وَجَدَتْهُ مقطوعَ الكريمِ موزَّعَ الـ   أشلا وبجدلُ منه حزَّ الإصبعا

المصدر:المجالس العاشورية في المآتم الحسينية

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 12 سبتمبر 2018 - 12:51 بتوقيت مكة
المزيد