عندما يصبح العراقي ضحية الفساد والاصلاح.. ستأتيك التهم معلّبة؟!! (القسم الأول)

السبت 21 يوليو 2018 - 20:42 بتوقيت مكة
عندما يصبح العراقي ضحية الفساد والاصلاح.. ستأتيك التهم معلّبة؟!! (القسم الأول)

مقالات _ الكوثر: مع لهيب تموز في الجنوب العراقي إلتهب الشارع منتفضاً ضد واقعه الخدمي والمعاشي والاستعباد السياسي الذي تمارسه بعض الاحزاب والقيادات السياسية والاستعلاء الحكومي على ابن الجنوب الذي يدفع خيراته ودمه من أجل العراق من شماله الى جنوبه.. في حراك لم يسبق له ان شهدته محافظات الجنوب العراقي التي يراها غيرها من المكونات انها الحاكمة على العراق منذ 2003!

هذه الاحتجاجات أسرت بعضاً ممن يرون فيها ثورة تعيد العراق الى مربعه الاول ضمن حضيرة السعودية، وأقلقت آخرين وأنا من الفئة الثانية الذين تقلقهم ولا أخفي ذلك، لاعتبارين:

الاول، انه تعبير عن أزمة مستعصية جعلت المواطن يترك حياته ليحتج على من يديرونها بشكل سيء.. وكثير من القضايا المطروحة تحتاج وقت وبعضها مستحيل في ظل الاوضاع القائمة.

والثاني، عدم ثقتي بان هذه الحكومة ومن يسندها ستدير الملف بشكل جيد يحفظ العراق ويرضي المواطن.

وقبل ان نتحدث عن اسباب الاحتجاجات والاخفاق الحكومي في تلبية حاجات المواطن اليومية من ماء وكهرباء وعلاج ومعالجة البطالة ومواجهة ارتفاع اسعار البضائع والخدمات... فان هذه الاحتجاجات اعمق بكثير من مجرد الاعتراض على الوضع الخدمي، ولابد ان لا نفصل في تحليلها مع حالة العزوف عن الانتخابات البرلمانية الاخيرة في 12 ايار الماضي، التي اقل ما توصف به: انها مهزلة الديمقراطية، بسبب حجم التزوير الذي مارسته بعض الاطراف المشاركة والتدخل الخارجي الفاضح فيها وخاصة الاميركي ـ الخليجي..

انتخابات لم تحسم نتائجها حتى الآن رغم ان العدّ والفرز فيها كان الكترونيا ويفترض ان تظهر النتائج بعد ساعات فقط!!

نعم، شحة الماء وانقطاع التيار الكهربائي في ظل حرارة تجاوزت الـ 50 مئوية كانت القشة التي قصمت ظهر البعير الحكومي.. لكن، هل من المعقول اختزال سعة الاحتجاجات وما صاحبها من اعمال عنف ادت الى سقوط ضحايا ومئات الجرحى في الماء والكهرباء فقط؟!

فما هي الاسباب الحقيقية التي تكمن خلف واجهة الانتفاضة المطلبية.. ومن هي الجماعات والتيارات والاجندات التي تقف وراءها؟!

الفئة الاولى:
سأبدأ من الثانية واقول باختصار، هي انتفاضة الشعب العراقي والمواطن الجنوبي خاصة، رغم ان البعض حاول تجييرها لاهدافه واجنداته التي خبأها خلف الرشق بالحجارة ومهاجمة مقرات الحكومة والاحزاب والحشد... وهذا البعض منه حزبي وفئوي، كالذي يخاف من نتائج اعادة فرز صناديق الانتخابات يدويا.. ويخاف من تحقق الاخبار التي تقول باحتمال تشكيل الكتلة الاكبر من خارج التحالف الصدري ـ العبادي، وحكومي يهدف الى تحقيق ولاية ثانية للسيد حيدر العبادي بشتى الوسائل، ومنه ديني بسبب بعض الجفاء الموجود بين الاحزاب الدينية واطراف متنفذة في جهاز المرجعية على خلفيات قراءات دينية معينة وازمة تاريخية بين الطرفين (الحركي والتقليدي) او بسبب بعض الاصطفافات الاقليمية والدولية.

الفئة الثانية:
ومنه ايضا ولو بنسب اقل، يحمل اجندات خارجية تنفذها مجموعات منحرفة كالصرخية واليمانية واخرى مرتبطة مباشرة بالسفارة الاميركية تحت عنوان الحراك المدني... هدفها الفوضى والانتقام من أهل الجنوب بسبب ولائهم السياسي والعقائدي.. لان تماسك القوى الجنوبية يعني فشل كل المخططات الاقليمية والدولية ـ الاميركية والخليجية ـ في اخراج منصب رئاسة الوزراء من يد المكون الأكبر (الشيعة).. وقد اتضح ذلك في قائمة الشروط السعودية في مقابل تزويد العراق بالكهرباء والاستثمارات التي سربها الاعلام مؤخراً!!

لهذا وجب الفصل بين الفئتين الاولى والثانية من حيث الاداء والاساليب ومستويات العنف والاهداف.
(يتبع)

بقلم : علاء الرضائي

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 21 يوليو 2018 - 20:27 بتوقيت مكة