ما المصير المفترض ... لمن لا يصغون الى المرجعية؟

الجمعة 6 يوليو 2018 - 08:22 بتوقيت مكة
ما المصير المفترض ... لمن لا يصغون الى المرجعية؟

هذه الخطبة ليست بحاجة الى مفسرين جهابذة، فهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وهي تقول أن القائمين على أمور العراق؛ في آذانهم وقر، وأنهم سكوا أسماعهم عامدين متعمدين...

قاسم العجرش

خطبة المرجعية في الجمعة الفائتة، تضمنت حديثا مؤداه؛ أنها تخلت عن الشكوى من سوء الأوضاع، أو الإشارة لهموم وقضايا المواطنين، بسبب أن أحاديثها وشكاواها،؛ لم تجد آذانا صاغية.

هذه الخطبة ليست بحاجة الى مفسرين جهابذة، فهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وهي تقول أن القائمين على أمور العراق؛ في آذانهم وقر، وأنهم سكوا أسماعهم عامدين متعمدين؛ ليس فقط عن سماع شكاوى أبناء الشعب؛ أو الإهتمام بشؤونهم، بل هم يرفضون الاستماع الى نصائح المرجعية وما تقول، على الرغم من أن دور المرجعية الدينية، مشار اليه بوضوح في الدستور..

ماذا يعني أن لا يستمع من يجب عليه الاستماع؟! ماذا يعني أن لا يبالي المسؤول الأول في البلاد؛ بشكاوى المرجعية؟ وبالقلم العريض؛ ألا يشكل هذا الوضع الاستخفافي، إنتهاكا دستوريا فجا؟! ألا يُعدُ هذا الحال موقفا لا أخلاقيا؟! ألا يفسر بأنه إستهانة سمجة لا يلبس عليها ثوب؟!

ثم من يكون هذا المسؤول إزاء المرجعية الدينية، حتى لا يستمع اليها والى شكاواها ونصائحها؟

التفسير المنطقي لهذه الإشارة الواضحة من المرجعية، أن لا مكان في مستقبل العراق، لهذا الذي لا يصغي لصوت المرجعية، وأذا أراد أن يحافظ على ما تبقى من كرامته، فإن عليه الإنسحاب بهدوء، وليرحل الى حيث أتى في 2003، لأن وجوده أصبح عبئا على العراقيين ومستقبلهم، وأن من لا يصغي الى نصائح المرجعية، يعني أنه لا يقر بدورها الأبوي، ومن لا يقر بهذا الدور، فإنه عاق بأقل توصيف..

ما تقوله المرجعية ليس مزحة، أو كلام يلقى على عواهنه، بل هو كلام مدروس جيدا، وموجه بإتجاه معروف لا يقبل إعادة التوجيه، أو إلقاء تبعاته على غير المقصود.. المقصود معروف ومشخص تماما، ولم تعد المناورة تنفعه مهما فعل، ومن الأفضل له أن يمضي بقية عمره في ما يصلح به شأنه، عله يجد لنفسه مكانا بين الصالحين.

القضية كبيرة، وتجاهلها يعقد موقف المعني بإشارة المرجعية الواضحة، وفقدانه لموقعه في خارطة مستقبلنا بات أمرا حتميا، وعلى القادة السياسيين، الذين يجرون مشاوراتهم خلف الأبواب المغلقة، أن لا يفتحوا له بابا قط، فالباب الوحيد الذي يجب أن يفتح له على مصراعيه، هو باب الـVIP في قاعة الشرف بمطار بغداد الدولي، برحلة اللاعودة الى ديار الأوفياء المصغين للمرجعية!

كلام قبل السلام: عدم الإصغاء يعني طلمسة الذهن؛ وإلهاءهُ عن الدراية الإنسانية والإجتماعية، وإشغالهُ بباطل بواح؛ يعرف الذين لا يصغون أنه باطل..

المصدر: صحيفة المراقب العراقي

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الجمعة 6 يوليو 2018 - 07:54 بتوقيت مكة