خبير في الشؤون الإقليمية للكوثر: معركة الحديدة ستكون هي المعركة الفاصلة في اليمن

الأحد 24 يونيو 2018 - 20:32 بتوقيت مكة
خبير في الشؤون الإقليمية للكوثر: معركة الحديدة ستكون هي المعركة الفاصلة في اليمن

ایران - الکوثر: اجرت قناة الکوثر الفضائية مقابلة مع الدبلوماسي الايراني السابق والخبير في شؤون الشرق الأوسط صباح زنكنة تناولت الاوضاع في اليمن ولاسيما الاوضاع في الحديدة وفيما يلي نسرد لكم شرح المقابلة...

 

س1 من خلال متابعتكم للشأن اليمني برأيكم ما هو مستقبل هذا البلد وحل الأزمة فيه مع مجيء المبعوث الأممي الجديد؟

بسم الله الرحمن الرحيم ، اليمن والازمة التي يمر فيها جاءت بعد التدخل المباشر للسعودية والامارات في شؤون اليمن بينما كانت الامور تسير وتتعقد وتحل  الاشكالات عبر الحوار الوطني اليمني اليمني ان كان على مستوى الاحزاب و التيارات والقبائل والعشائر اليمنية حسب الاسلوب المتعارف في هذا البلد والتدخل السعودي جاء بعد ان فشلت المؤامرات السعودية للحصول على موقع قدم يشمل جميع التيارات وجميع الاحزاب بينما لم تكن اليمن تعيش حالة القيمومية السياسية من قبل السعودية او الامارات. الحقيقة الامارات طبعا لديها نوايا ومخططات ربما تكون ابعد في الرؤيا والتخطيط من السعودية حيث انها تنوي احتلال اجزاء من اليمن توصلها وتوصل اراضيها الى المحيط والبحار الحرة وثم تحاول ايضا ان تتخلص من بعض الضغوط التي تواجهها من قبل التيارات الاسلامية الموجودة في بعض المحافظات اليمنية اما السعودية فهي حاولت وتحاول ان تفرض هيمنتها على اليمن كما انها مستمرة وتحاول فرض هذا الاسلوب من الهيمنة على قطر وعلى باقي الدول.

 البحرين عمليا ابتلعتها السعودية  واصبحت تحت الوصاية السعودية وبقيت سلطنة عمان والكويت وهما ايضا تحت الضغط السعودي المستمر على اي حال فان اليمن بالحرب التي فرضتها السعودية والامارات عليها بالتحالف الذي شكلته وامدته بالاموال وحصلت على تاييد ومباركة ترامب لهذا العدوان اظن ان المقاومة اليمنية، مقاومة الشعب اليمني بجميع قواته وتياراته ومقاتليه ومنهم المقاومة الشريفة القوية والمنيعة مقاومة انصار الله وكذلك الجيش اليمني الباسل واللجان الشعبية قاومت هذا الاستعمار وهذا الاحتلال وهذا العدوان واخر المخطط حاولت ان تعمل به السعودية والامارات بتجميع قوى اكبر من المرتزقة من بعض الدول للساحل الغربي للبحر الاحمر كالسودان او قوات من الصومال او من اريتريا او غيرها هذا التحالف الجديد الذي انضمت اليه بشكل مباشر حتى قوات من فرنسا او بعض القوات البحرية من مصر قوات ادارة استرتيجية من اميركا حاولت ان تحتل الحديدة اما النصر الذي كانت تتوقعه اصبح ابعد من متناولها بالاف الاميال ومن هنا نشاهد ان المخطط جاء بمساعدة انجليزية بريطانية.

س2  ما هي الأفكار التي يمكن أن تشكل حلا وسطا وينهي عدوان التحالف السعودي على الشعب اليمني؟

بعد ان اخذ السيد كریسس موقع مندوب الامین العام للامم المتحدة في الملف اليمني نجد ان هناك تنسيقا بين الاعمال العسكرية والعدوان العسكري مع الجانب الدبلوماسي الذي يشتشبهه السيد كريسس المندوب الخاص للامين العام للامم المتحدة مجيئ المبعوث الاممي الجديد لااظن انه يمكن ان يسهل حل عملية هذه الازمة او هذه الاعتداءات اذا اراد ان يستغل الاسلوب الدبلوماسي للحصول على نجاح بعد ان فشلت الاعمال العسكرية اما الافكار التي يمكن ان تشكل حلا وسطيا وينهي عدوان التحالف السعودي على الشعب اليمني هنالك افكار عديدة طرحت وخاصة.

س3 كيف تقيمون دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية للشعب اليمني في أزمته؟ وما هي قرائتكم لموقف دول تحالف العدوان بشأن الدعم الايراني؟

ان الجمهورية الاسلامية الايرانية طرحت مشروعا منذ بدايات هذا العدوان وقبل ان يبدأ هذا العدوان بناء على الحلول السياسية والدبلوماسية السياسية السلمية على اساس ان تكون هذه الحلول يمنية يمنية وان يمتنع اعضاء التحالف عن عدوانهم على اليمن او تغليب فئة على فئة اخرى. اليمن فيه رجال فيه عقول فيه شخصيات قادرة على ان تمسك زمام الامور تحلها وتصل الى توافقات اما التدخل العسكري من الخارج فهو لن يحل هذه الازمات او هذه الاشكاليات اذن الفكرة تقوم على اساس الحل اليمني اليمني السلمي والعودة الى طاولة الحوار وفي الدرجة الاولى البدء بعملية امداد انسانية كبرى حيث ان اليمن يواجه مأساة كبرى هذه المأساة تجعل من سجل السعودية والامارات سجلا اسودا في التاريخ ولن تنساه شعوب المنطقة ولن ينساها الشعب اليمني المكافح. اذن الحل لابد ان يبدأ بارسال المساعدات الانسانية على وجه السرعة وفتح القنوات لايصال المواد الغذائية حيث ان المجاعة تؤذي الملايين من اليمنيين ومن جميع الفرق وجميع التيارات وجميع الاحزاب.

ان المجاعة التي فرضتها والحصار الذي فرضته السعودية والامارات وحلفاؤهم بدعم اميركي على الشعب اليمني انه حصار سيؤدي الى كوارث انسانية كبرى ومقتل العديد وسقوط العديد من ابناء الشعب اليمني من جميع التيارات ومن جميع التوجهات من الشمال ومن الجنوب ومن الوسط ومن الشرق ومن الغرب اليمني ضحايا المجاعة وضحايا للامراض وللاوبئة التي تسيطر على اليمن.

 الحل لابد ان يبدا بالمساعدات السريعة دون تدخل القوات الاماراتية او السعودية بل يجب ان تكون تحت ادارة الامم المتحدة مباشرة وان يصدر قرار اممي يندد بالعدوان ويطالب الدول المعتدية على اليمن بايقاف اعمالها العسكرية وثم يدعو الى الجلوس الى طاولة المفاوضات بين الفرقاء بحضور الامم المتحدة والدول التي ترغب بالحضور الى هذا الاجتماع للمساعدة الى حلحلة الازمة اليمنية والتوصل الى حل يرضي الجميع ثم الوصول الى برنامج لاعمار اليمن وبناء ما خربته هذه الحرب.

الجمهورية الاسلامية الايرانية دعمت الشعب اليمني في موقفه ضد العدوان ودول التحالف المعتدية، دعمته سياسيا دعمته على قدر وسعها في المجال الانساني بما قدمته من مساعدات انسانية من ادوية ومواد غذائية  كما دعمته في المحافل السياسية الدولية. هذا الدعم قراته دول التحالف او بالاحرى السعودية والامارات بشكل اخر لم يكن هناك دعم مباشر عسكري لليمن نتيجة الحصار المفروض على اليمن من جميع الاطراف من دول التحالف كان الحصار جويا وبحريا وبريا ومن هنا لم يكن بالامكان ايصال المساعدات الى الشعب اليمني فالمحاولات التي تطرحها دول العدوان حول الدعم الايراني لقوات اليمن المقاومة في الحقيقة يظهر ان تحالف العدوان يشعر بالضعف والانكسار امام مقاومة الشعب اليمني والتصدي للوصاية وللاحتلال وللعدوان.

 

س4 الشعب اليمني ومقاومته المتمثلة بحركة أنصار الله اصبح قويا في الرد على انتهاكات العدوان برأيكم كيف سينتهي العدوان ،بالسلاح أم بالتفاوض؟

 ان الشعب اليمني ومقاومته المتمثلة بحركة  انصار الله اصبح قويا في الرد على انتهاكات العدوان هذه القوة لم تأت بوجود اسلحة لدى الشعب اليمني وانما جاءت نتيجة القدرة المعنوية والصمود الهائل للشعب اليمني الذي رأى في اعمال السعودية والامارات عدوانا صريحا وواضحا ولن يجد فيها اي محاولة للتوصل الى حلول لم تكن هذه المساعدات انسانية لم تكن هذه المساعدات للوصول الى حلول سياسية وانما كانت لفرض الهيمنة ولفرض الوصاية السعودية الاماراتية على اليمن وهذا كان مرفوضا.

الشعب اليمني لم يكن في يوم من الايام يرغب بالاعتداء على احد .الشعب اليمني الان معتدى عليه من قبل دولتين من دول  الجوار وبمساعدة اميريكة مباشرة ودعم اسرائيلي لوجستيكي ومخابراتي وغير ذلك هذا العدوان لابد ان ينتهي في اقرب وقت نتيجة ظهور الاوضاع الانسانية الصعبة والكوارث الانسانية.

 طبعا السعودية والامارات لن تنهي عدوانها نتيجة الكلام والمطالبة الشفاهية وانما لابد من التصدي لعدوانها وعند ذاك حينما تشعرالسعودية ان عدوانها يواجه ويصد من قبل الشعب اليمني بقوة حين ذاك ستنتبه وتتراجع الى ما وراء الحدود لتلمس الحلول السلمية.

س 5هل لمستم جدية دولية لوقف العدوان السعودي على اليمن في الآونة الأخيرة؟ وكيف؟

اعتقد ان الجدية الدولية لم نشهد لها اي حركة او اي ظاهرة ملموسة حيث اميركا تدعم السعودية واعتداءاتها بدون اي تأخير وحيث ان الدول الاخرى الكبرى لا تجد لنفسها مصلحة استراتيجة لايقاف هذا العدوان وتدخل فرنسا الى جانب اميركا الى جانب بعض القوات المصرية البحرية يشير الى ان اميركا والتحالف السعودي الاماراتي وصلوا الى طريق مسدود نتيجة عدم تمكنهم من كسر الصمود اليمني الجبار.

 مانشاهده بعدما عملت ايران مع اربع دول اوروبية للوصول الى حلول سلمية والتقت بوزراء خارجية بريطانيا فرنسا وايطاليا والمانيا للتوصل الى حلول لكن يظهر ان السعودية رفضت هذه الحلول واصرت ان تدخل بمعركة جديدة هي معركة الحديدة بتصورها او بتوهمها ان هذه المعركة ستكون هي المعركة الفاصلة ولكن نلاحظ ان هذه المعركة دخلت في طريق مسدود.

 صحيح ان الكثير من  المنظمات الدولية تؤكد انتهاك العدوان السعودي لحقوق الانسان في اليمن واعتقد ان هذه الانتهاكات تصل في معضمها الى مستوى جرائم حرب. جرائم الحرب يعاقب عليها القانون الدولي ولابد من شكاوى في المحاكم الدولية وخاصة في محكمة الجنايات الدولية والمحاكم الدولية الاخرى الامم المتحدة وغيرها ومؤسسات ومنظمات حقوق الانسان لمتابعة هذه الجرائم الشنيعة ضد البشر والتي ترقى الى جرائم حرب وتعتبر نوع من انتهاك لجميع القوانين والاعراف الدولية في مجال الحروب لكن من ناحية اخرى نجد ان السعودية تحاول ان تقدم رشاوى لبعض مسؤولي هذه المنظمات الدولية لكي لا ينشروا التقارير الرسمية والصريحة بالانتهاكات السعودية لحقوق الانسان وقيام هذه جرائم ضد البشرية. هذه الرشاوى تؤخركثيرا للوصول الى قرارات دولية في مجلس الامن.

س6 العدوان السعودي يتحدث عن انتصارات في الحديدة التي تشهد صراعا في الوقت الراهن بينما يؤكد الجيش اليمني واللجان الشعبية بالوثائق بأن الحديدة آمنة .. برأيكم أين يسير تحالف العدوان بإعلامه المضلل؟

 طبعا السعودية تتحدث عن انتصارات في الحديدة بينما الجيش اليمني والجان الشعبية تؤكد ان الحديدة امنة وصامدة.

العدوان السعودي يعتمد على شبكة واسعة من المؤسسات الاعلامية و شبكات الاعلام السعودية والامارات اشترت العشرات بل المئات من شبكات الاعلام في العالم في المنطقة العربية وفي اوروبا في مناطق اخرى  وفي اميركا وبهذه المؤسسات الاعلامية التي باعت ضميرها ووجدانها للمال السعودي للبترودولارات السعودية والاماراتية هي التي تطبل بوجود انتصارات بينما نجد الشعب اليمني في الحديدة لازال صامدا ولن نشهد اي صورة او فيلم مصور عن هذه الانتصارات في مدينة الحديدة هنالك صورة او صورتان تشير عن وجود قوات التحالف السعودي الاماراتي على طريق عام يوصل الى مطار الحديدة بعد ان تم قصفه بعشرات او بمئات الطلعات من القوات السعودية او قوات التحالف والدعم اللوجستي الذي تحصل عليه في غرف العمليات بمشاركة اميركية اسرائيلية فرنسية.

 هذا النصر الذي تدعيه وسائل الاعلام السعودية، نصر يبقى في ردهات شبكات الاعلام ولا يتخطاه الى الشارع اليمني.

الحديدة تمثل رئة حيوية لملايين من ابناء الشعب اليمني حيث ان هذه الرئة تمدهم بالاغذية والادوية وجميع مايحتاجه الشعب اليمني وما حصل من مقاومة يمنية ضد قوات الاحتلال وقوات العدوان السعودي الفرنسي الاميركي الاسرائيلي الاماراتي نجد ان هنالك عددا من الفرقاطات، فرقاطات العدوان البحرية قد اغرقت وقد تم اسر اكثر من مئة من ضباط.

لابد من الوصول الى حل وهو كف يد عدوان التحالف والسماح للشعب اليمني بتقرير مصيره بعيدا عن التدخل الصريح والوقح لدول الجوار في الشان اليمني.

24-102

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الخميس 21 يونيو 2018 - 12:51 بتوقيت مكة