21 من شهر رمضان...ذكرى الفاجعة الأليمة

الأربعاء 6 يونيو 2018 - 10:33 بتوقيت مكة
21 من شهر رمضان...ذكرى الفاجعة الأليمة

إنها ضربة تحمل كلّ سوداويّة وضغينة وحقد متراكم من الذين عمت الدنيا بصائرهم، وجعلتهم صرعى أهوائهم وأنانياتهم وانعدام ضمائرهم، حيث مكّنوا الشيطان من نفوسهم، فاستحوذ عليهم، فلم يبصروا طريق الهدى والرشاد.

محمد عبد الله فضل الله

كان اليوم الواحد والعشرون من شهر رمضان المبارك، العام أربعون للهجرة، يوماً مشؤوماً ومأساويّاً مرّ على البشريّة وعلى الأمَّة الإسلاميَّة، عندما تجرّأ سيف الجهل والباطل والحقد على رأس الدّين والحقّ والعلم والتقوى، وقام بضرب هامة سيّد الوصيّين عليّ(ع) وهو ساجد لربّه في محرابه منقطع لعبادته.

إنها ضربة تحمل كلّ سوداويّة وضغينة وحقد متراكم من الذين عمت الدنيا بصائرهم، وجعلتهم صرعى أهوائهم وأنانياتهم وانعدام ضمائرهم، حيث مكّنوا الشيطان من نفوسهم، فاستحوذ عليهم، فلم يبصروا طريق الهدى والرشاد.

لقد كان أمير المؤمنين عليّ(ع)، ولايزال، صاحب السيرة والسلوك العملي الحضاري والرباني والمخلص في وجه الظلاميّين وأصحاب الفتن والمنحرفين والفاسدين والمتاجرين بالدّين وبمصالح العباد والبلاد، الذين باعوا دينهم بالدنيا، وعملوا جاهدين حتى يصادروا إرادة الناس ويسحقوا كراماتهم، ويجعلوا منهم عباداً طائعين للشيطان، معاندين للرحمن.

حاول هؤلاء الظلاميون اغتيال صوت الحقّ الصادح، صاحب السلوك الرباني الذي حمى الإسلام بدمه وسيفه وكلماته الّتي أرادت أن تفتح عقول الناس وقلوبهم على الله تعالى، وأن تهذّب مشاعرهم، وتليّن طباعهم، وتنقلهم إلى حال من العلم والتقوى وحمل أمانة الدين.

كذب هؤلاء المتغطرسون المعاندون، لقد كان عليّ(ع) ـ ولايزال ـ بشهادته المباركة، السدّ المنيع، والعنفوان الإسلامي والإنساني الرفيع الذي أكّد الحقّ في كلّ مواقع الحياة، فانتصر بدمه، وكان بذلك الصرخة المدوّية التي راهن المرجفون على إخمادها، وأنى لهم ذلك!

وإذا ما أردنا أن نكون مع عليّ(ع)، وضمن مشروعه، فعلينا أن نحسن انتماءنا إلى الإسلام. فعليّ لم يكن عنده غير الإسلام يحمله ويذود عنه بدمه وتعبه وتضحياته وصبره وحكمته.

ظنّ المبطلون بضربهم عليّاً أنّهم محوه، وأنّى لهم ذلك! وقد جعله الله تعالى شاهداً على الناس وعلى الحياة، متجدّداً بحكمته التي سعت الوجود.

في ذكرى شهادته المباركة، نتطلّع إلى أن نقوم بمراجعة سريعة لواقع الحال، والتمسّك عملياً بأخلاقيّات عليّ وشجاعته وسلوكه في مواجهة الباطل، والسير في طريق العلم النّافع والتقوى النافعة التي تحمي مسيرتنا ومصيرنا.

فالسّلام عليه يوم ولد، ويوم استشهد، ويوم يبعث حيّاً.

المصدر:موقع بينات

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 6 يونيو 2018 - 09:57 بتوقيت مكة