سأكتب في المستقبل...!

السبت 12 مايو 2018 - 17:17 بتوقيت مكة
سأكتب في المستقبل...!

والتكفير عمله إضعاف الأمة واقتتالها فيما بينها بحروب ناعمة وخشنة، وكان الإعلام الديني ذا تأثير كبير في وقف عمليات التطور والتقدم والنمو وهذا يكشف السر عن سبب النهوض العربي في فترة ثلاثينيات القرن الماضي وانتكاسة هذا النهوض بعد ذلك ...

د.علي الشعيبي

في المنطق لا يجوز أن يكتب الإنسان في المستقبل، وقد قال شاعر عربي يوماً : ما مضى مضى والمستقبل غيب ولك الساعة التي أنت فيها، أعتقد أن من يقرأ الماضي والحاضر بشكل جيد يستطيع أن يكتب في المستقبل

ماضينا العربي كلّه خلافات بسبب الاجتهادات الدينية، خلافات كبيرة داخلية وخارجية .ففي داخل الطائفة الواحدة خلافات خطيرة كما كانت فتاوى الحنابلة بحق كل المذاهب السنية الأخرى ولمّا قلنا “خطيرة” قصدنا الدماء الكثيرة التي كانت تسيل في شوارع بغداد وغيرها من بلاد العرب والمسلمين وما زال الوهابيون الذين يدّعون أنهم حنابلة حتى الآن يكفّرون كلّ المسلمين دون تفريق إلا أن يكون وهابياً .

وكذلك الفِرق والمذاهب الأخرى لم تخلُ من خلافات مذهبية !

هذه الخلافات أوقعت المسلمين والعرب بحالات من التخلّف دائمة صبّت لها قواعد باطونية وجاء العصر تحت إشراف أعداء العرب احتلونا مدّة من الزمن واطلعوا على واقعنا وحاضرنا وعلموا علم اليقين أن مقتلنا في خلافاتنا الدينية فوضعوا الخطط اللازمة لنا وأسسوا الأحزاب اللازمة لنا الكفيلة ببقائنا والسيف بيدنا يكفّر بعضنا بعضاً ويدّعي كلّ وصلاً بليله وأنه وحده يملك الحقيقة التي تضعنا على طريق التطور والتقدم وبدأب الصراع.

والتكفير عمله إضعاف الأمة واقتتالها فيما بينها بحروب ناعمة وخشنة، وكان الإعلام الديني ذا تأثير كبير في وقف عمليات التطور والتقدم والنمو وهذا يكشف السر عن سبب النهوض العربي في فترة ثلاثينيات القرن الماضي وانتكاسة هذا النهوض بعد ذلك .

لقد كان الإخوان المسلمون وراء الانتكاسة ثم كثرت الأحزاب الدينية وكثرت الجوامع والمساجد واشتغلت المطابع تقدّم كل يوم الكثير من الكتب الدينية وكلّها تبكي أطلال الماضي العربي الإسلامي ، وكلّها حريصة ألا تقدّم إلا الصور المزهرة البيضاء على قلّتها لتحريض المجتمع العربي المهزوم حضارياً.

ولتقول له : إذا أردت مجتمعاً عربياً زاهياً ليس لك إلا نحن الإسلاميين .

واستمرت مكنة المخابرات البريطانية والأمريكية تصنع وتُبدع الأحزاب الدينية وتلقي بها في الشارع الإسلامي والعربي، ولم تنسَ تطوير الوهابية بنت الرحم البريطاني فظهرت الأحزاب السلفية، سلفية وراءها سلفية وكلّ واحدة تخرج من تحت عباءة الأخرى إلى أن بلغ عدد تلك الأحزاب الدينية في حربها على سورية أكثر من مئة حزب وكلهم يدّعي أنه هو الفرقة الناجية.

وكل مدّة ومدّة يخرج علينا فتى جامعي بتحقيق مخطوطة إسلامية بالفقه أو التفسير يزيد بها خلافات المسلمين

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 12 مايو 2018 - 17:17 بتوقيت مكة