مجتبى السادة
ترتكز العقيدة الشيعية بالإمام المهدي (عج) على أنه القائد المنقذ والمخلص للعالم من الظلم والجور ، ومطبق للقسط والعدل ، وناشر للتوحيد على الأرض المعمورة .. يتحتم توفر بعض الأبعاد الاستراتيجية الضرورية يكون وجودها أساسي ورئيسي في بداية نشوء حركة (الفتح المهدوي العالمي) لتحظى هذه الثورة العالمية والتغيير الشامل بالنجاح ، وتستطيع أن تحقق أهدافها المنشوده على المدى القريب والبعيد ، وتتوفق لإحداث تغييراً جذرياً شاملاً في حركة ومسيرة البشرية ، وأهم هذه الأبعاد أو الشروط(1) هي:
أولاً: البعد القيادي: القائد الحكيم ، ذو الخبرة والكفاءة لإدارة هذا التغيير الشامل وتأسيس الدولة الفاضلة ، وهذه القيادة متمثلة في المهدي المنتظر (الإمام المعصوم).
ثانياً: البعد الأيديولوجي: العقيدة أو الشريعة أو القوانين التي تنظم أمور هذه الدولة ، والتي تصلح لكل زمان ومكان ، وهذه العقيدة متمثلة في آخر الأديان السماوية (الإسلام).
ثالثاً: البعد الاستراتيجي المستقبلي: رؤية واضحة وبصيرة ثاقبة للتغيير الشامل ، ونظرة مستقبلية لتطور المجتمع البشري ، وهذه الرؤية متمثلة في نشر التوحيد والعدل (دولة آل محمد).
رابعاً: البعد البيئي: والمتمثل في أبعاد متعددة لها علاقة بتهيئة الظروف البيئية العامة التي تساعد على النجاح مثل :
1-وجود العدد الكافي من الأفراد والكوادر المنفذين والمضحين بين يدي القائد العظيم في بداية الحركة (الأنصار 313).
2- يأس شعوب العالم من القوانين والأنظمة الوضعية وتجارب الثورات السابقة ، وعدم تحقيق طموح هذه الشعوب بفشل الحلول التي طرحتها النظريات والسياسات المختلفة (تهيئة القاعدة الشعبية).
3-التقدم العلمي والتكنلوجي لتوفير الوسائل التي تساعد القائد على إدارة العالم - ومع اتساع نطاقه وحجمه - بيسر وسهولة ، وضمان توفير الرفاهية والرخاء الأمثل للبشرية لاحقاً.
وبعبارة أخرى ، هذه الأبعاد الاستراتيجية ضرورية لبناء الدولة الفاضلة ، القائمة على وجود قيادة حكيمة ، وأيديولوجية متكاملة ، ورؤية استراتيجية مستقبلية ثاقبة ، وقبول شعبي عالمي وتوفر الوسائل لهذا التغيير ، ليتسنى للدولة النجاح وتحقيق طموح كل الأنبياء.
الهوامش:
(1) بعض العلماء يضيف الى الشروط: شرط الإذن الإلهي ، وشرط: القدرة على مواجهة الاعداء بشكل طبيعي وليس إعجازي.
المصدر : كتاب رؤى مهدوية