ما هي الأدلة على إيمان أبي طالب(رض)؟

الخميس 12 إبريل 2018 - 20:55 بتوقيت مكة
ما هي الأدلة على إيمان أبي طالب(رض)؟

لو تتبعنا أبو طالب في أخلاقه وأفعاله وسيرته وسلوكه وتربيته و.. و… قبل البعثة، لوجدناها هي نفس السيرة والسلوك والاخلاق والافعال التي كان عليها النبيّ محمد(ص)...

بعث النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى البشرية مبشراً ومنذراً ، صَـدّقه أبو طالب وآمن بما جاء به من عند الله، ولكنه لم يظهر ايمانه تمام الاظهار بل كتمه; ليتمكن من القيام بنصرة رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومن أسلم معه، فإنه إن أظهر إيمانه إظهاراً تاماً كان كأحد المسلمين الذين اتبعوا الدين الجديد وبالتالي تـتـقطع الخيوط والروابط التي تربطه بقريش ودينها ورجالاتها. فما دام مُظهراً لمذهب قريش يكون أشدّ تمكناً من المحاماة والدفاع عن النفر القليل الضعيف الذي أسلم.

 إضافة لذلك، فإنه إن أظهر الإسلام لإزدادت نفرة قريش وبغضها له، ولأعتبر كأحد المسلمين الذين اتبعوا الدين الجديد ونكل دينهم، ولإرتفع حجاب المراعاة والمداراة بينه وبينهم تماماً فينابذوه بالقتال، فيُـقتل، ويُـقتل محمد( صلوات الله عليه وآله وسلم ) ويُـقبَر الدين الجديد … وهذا ما تريده قريش. فما دام أبو طالب على دينهم ظاهراً يكون لهم بصيص أملٍ في أن يسلّمهم ابن أخيه محمد(صلى الله عليه وآله وسلم ) ليقتلوه. ولذلك كانوا لا يفترون عن المطالبة بمحمد بكل ما يستطيعون من مال وجاه ومقابلة وعوض …الخ. ومن جهة أخرى، لو كان أبو طالب غير مؤمن بما جاء به محمد( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعمل على تكذيبه، وتسليمه إلى قريش ولا يتحمل تلك المعاناة والمآسي التي مرّت به في الشعب وفي غيره.

اضافة إلى ذلك، لو تتبعنا أبو طالب في أخلاقه وأفعاله وسيرته وسلوكه وتربيته و.. و… قبل البعثة، لوجدناها هي نفس السيرة والسلوك والاخلاق والافعال التي كان عليها النبيّ محمد( صلى الله عليه وآله وسلم )، وهي نفسها تعاليم الدين الإسلامي الجديد المستمدّة من دين إبراهيم ( عليه السلام )، ومعنى ذلك إنه لم يكن يعبد الاصنام، بل كان يعبد الله ويوحّده على الدين الذي جاء به إبراهيم ( عليه السلام )، وخير دليل على ذلك هو خطبته التي القاها في طلب يد خديجة لابن أخيه محمد( صلى الله عليه وآله وسلم ) قبل أن يبعث بخمسة عشر عاماً. و من أهم الأدلة عل إيمانه :

أ ـ روايات أهل البيت(عليهم السلام)، نذكر منها:

۱ـ قال العباس بن عبد المطّلب: «قلت لرسول الله(صلى الله عليه وآله): يا إبن أخي، ما ترجو لأبي طالب عمّك؟ قال: أرجو له رحمة من ربّي وكلّ خير»(1)

۲ـ قال الإمام علي(عليه السلام): «ما مات أبو طالب حتّى أعطى رسول الله(صلى الله عليه وآله) من نفسه الرضا»(2)

وواضح أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) لا يرضى إلّا عن المؤمنين.

۳ـ قال الإمام علي(عليه السلام): «والله ما عبد أبي ولا جدّي عبد المطّلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قطّ»، قيل له: فما كانوا يعبدون؟ قال: «كانوا يصلّون إلى البيت على دين إبراهيم متمسّكين به»(3)

۴ـ قال الإمام علي(عليه السلام): «كان والله أبو طالب عبد مناف بن عبد المطّلب مؤمناً مسلماً، يكتم إيمانه مخافةً على بني هاشم أن تنابذها قريش»(4)

۵ـ قال أبو بصير ليث المرادي: «قلت لأبي جعفر(عليه السلام): سيّدي، إنّ الناس يقولون: إنّ أبا طالب في ضحضاحٍ من نار يغلي منه دماغه! فقال(عليه السلام): كذبوا والله، إنّ إيمان أبي طالب لو وضع في كفّة ميزان وإيمان هذا الخلق في كفّة لرجح إيمان أبي طالب على إيمانهم.

ثمّ قال: كان والله أمير المؤمنين يأمر أن يحجّ عن أب النبي وأُمّه(صلى الله عليه وآله) وعن أبي طالب في حياته، ولقد أوصى في وصيّته بالحجّ عنهم بعد مماته»(5)

۶ـ عن محمّد بن يونس، عن أبيه، عن أبي عبد الله(عليه السلام) أنّه قال: «يا يونس، ما تقول الناس في أبي طالب؟ قلت: جُعلت فداك يقولون: هو في ضحضاحٍ من نار، وفي رجليه نعلان من نار تغلي منهما أُمّ رأسه! فقال: كذب أعداء الله! إنّ أبا طالب من رفقاء النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أُولئك رفيقا»(6)

۷ـ قال الإمام الصادق(عليه السلام): «إنّ مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك، فآتاهم الله أجرهم مرّتين»(7)

ب ـ إجماع علماء مذهب الشيعة على إسلامه بل إيمانه، وإجماعهم هذا حجّة، وقد وافقهم على إسلامه(رضي الله عنه) من علماء السنّة جماعة ، لكن عاقّهم على خلاف ذلك.

وقد وافق أكثر الزيدية الشيعة على إسلامه(رضي الله عنه)، وبعض من شيوخ المعتزلة، وجماعة من الصوفية، وغيرهم.

ج ـ أشعاره(رضي الله عنه) التي تنبئ عن إسلامه، ونذكر هنا أحد عشر شاهداً من شعره، وهي:

۱ـ ألم تعلموا أنّا وجدنا محمّداً *** نبيّاً كموسى خطّ في أوّل الكتبِ

۲ـ نبيّ أتاه الوحي من عند ربّه *** ومن قال لا يقرع بها سنّ نادمِ

۳ـ يا شاهد الله عليّ فاشهدِ *** إنّي على دين النبيّ أحمدِ

۴ـ يا شاهد الوحي من عند ربّه *** إنّي على دين النبيّ أحمد

۵ـ أنت الرسول رسول الله نعلمه *** عليك نزل من ذي العزّة الكتب

۶ـ بظلم نبيّ جاء يدعو إلى الهدى *** وأمر أتى من عند ذي العرش قيم

۷ـ لقد أكرم الله النبيّ محمّداً *** فأكرم خلق الله في الناس أحمد

۸ـ وخير بني هاشم أحمد *** رسول الإله على فترة

۹ـ والله لا أخذل النبيّ ولا *** يخذله من بني ذو حسب

۱۰ـ قال مخاطباً ملك الحبشة ويدعوه إلى الإسلام:

ليعلم خير الناس أنّ محمّداً *** رسول كموسى والمسيح بن مريم

أتى بالهدى مثل الذي أتيا به *** فكلّ بحمد الله يهدى ويعصم

وإنّكم تتلونه في كتابكم *** بصدق حديث لا حديث المجمجم

فلا تجعلوا لله ندّاً وأسلموا *** فإنّ طريق الحقّ ليس بمظلم»(8)

۱۱ـ قال مخاطباً أخاه حمزة(رضي الله عنهما):

فصبراً أبا يعلى على دين أحمد *** وكن مظهراً للدين وفّقت صابرا

نبيّ أتى بالحقّ من عند ربّه *** بصدقٍ وعزم لا تكن حمزة كافرا

فقد سرّني أذ قلت لبيك مؤمنا *** فكن لرسول الله في الله ناصرا

وناد قريشاً بالذي قد أتيته *** جهاراً وقل ما كان أحمد ساحرا»(9)

فالسلام عليك ياعم رسول الله صلى الله عليه وآله و كافله،السلام عليك يا والد ولي الله ووصي رسوله.

 

الهوامش:

1-الدرجات الرفيعة: ۴۹.

2- شرح نهج البلاغة ۱۴ /۷۱.

3- كمال الدين وتمام النعمة: ۱۷۴ ح۳۲.

4- الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ۱۲۲.

5- المصدر السابق: ۸۵.

6- المصدر السابق: ۸۲.

7- الكافي ۱ /۴۴۸ ح۲۸.

8- روضة الواعظين: ۱۴۱.

9- إيمان أبي طالب للمفيد: ۳۴.

 المصدر: موقع الحكمةو موقع الشيعة

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الخميس 12 إبريل 2018 - 20:54 بتوقيت مكة
المزيد