هل سيهاجم ترامب سوريا.. نعم وتساؤلات حول الدور الروسي؟!

الثلاثاء 10 إبريل 2018 - 21:55 بتوقيت مكة
هل سيهاجم ترامب سوريا.. نعم وتساؤلات حول الدور الروسي؟!

مقالات_خاص الکوثر: لا يشك احد ان المشروع الغربي في سوريا سقط، وكان صوت ارتطامه بصخرة الصمود المقاومة مدويا مع سقوط الغوطة الشرقية من ايدي المسلحين وعودتها الى حضن الدولة السورية.. رغم ان هذا النصر السوري ـ الايراني ـ الروسي لم يكن بعيدا عن التفاهم الروسي مع الأميركيين حسب اعتقادي وهو ما ظهر في زلة لسان ترامب حول الانسحاب من سوريا!

القضية وما فيها لا ترتبط باعادة تأهيل السلطة في سوريا وبسط يدها على الاراضي السورية لان الأمر كما يبدو مفروغ منه وكما يعبر أهل الحديث الذين لهم اتباعهم في هذه المعركة: متفق عليه!

 المسألة تتعلق برمتها في الدور السوري بعد نهاية العدوان الصهيوأميركي الخليجي.. وفي الموقف من الكيان الصهيوني والعلاقة بالمقاومة وانخراط سوريا او سكوتها عن صفقة القرن وضمان أمن كيان الاحتلال والتغافل عن ضم الجولان الى الأبد أسوة بالاشقاء العرب في مصر والاردن والسعودية والامارات وقطر وتيار الحريري في لبنان والزعيمة الاخوانية تركيا الذين باعو كل شيء الى النهاية حتى العفّة والكرامة والحياء.. لذلك تراهم يفعلون ما يشاءون!

نعم المسألة مرتبطة بالحالة والموقف من الكيان الصهيوني، لذلك نرى اسرائيل في طليعة هذه الهجمة على سوريا.. وهي المعني الأول بما يجري في سوريا اليوم أكثر من الأميركان والاتراك حتى ولا يشاطرها هذا الهم الّا آل سعود صنوها الاقليمي والذي رضع معها من ثدي واحد.. ثدي تيريزا ماي وتاتشر واليزابث الثانية والملكة فكتوريا.. رضاعا كبيرا وصغيراً!!!

وباختصار شديد جدا.. أعتقد ان هناك تفاهما روسيا، أميركيا، اوروبيا، تركيا، اسرائيليا، بالضغط على الرئيس الأسد وقيادات الجيش السوري كي لا تتحول سوريا الى موقع ايراني (حسب وصفهم والا فان الشعب العربي السوري لا ينقصه العداء للكيان الصهيوني لكي يستورده من ايران) يهدد اسرائيل وبالتالي يبسط نفوذ الجمهورية الاسلامية السياسي والعسكري والاهم من كل ذلك التأثير المعنوي في المنطقة، اما مبررات الهجوم الكيمياوي على دوما وباقي الفبركات فمجرد هرطقات قديمة هم أنفسهم يسخرون منها عندما يخلون الى شياطينهم!!

ولهذا التفاهم صمتت المضادات الروسية عن تغطية بعض الفتحات الجوية التي تهدد الارض السورية وفشلت في ضرب 3 صواريخ من مجموع ثمانية، فهل عجزت موسكو عن حماية اجواء حليفها أم أنها شاركت الجميع مواقفهم؟!

كما ان اختيار لبنان لضرب بعض المواقع المشتركة بين السوريين والايرانيين على الأرض السورية، ومع أنه يبين بوضوح صعوبة وخوف المقاتلات الصهيونية في دخول الأجواء السورية نتيجة لتغير المعادلة بعد عملية إسقاط الـ F16 الشهيرة، لكن فيه أكثر من دلالة وسبب:

  1. يؤكد ان الهدف هو فك ارتباط سوريا بايران والمقاومة.
  2. عدم امكانية الطيران الصهيوني في استخدام الاجواء الاردنية والتركية والعراقية ومنطقة الساحل السوري المغطاة روسيا بشكل جيد.. وايضا جبهة الجولان التي يجري رصدها بنحو افضل من قبل المضادات السورية.
  3. وجود فجوة دفاعية لم تغطها المنظومات الروسية المتطورة، لاسباب؟!!
  4. محاولة زعزعة الوضع اللبناني قبيل الانتخابات البرلمانية والتاثير عليها لصالح القوى المعادية للمقاومة.. خاصة المدنيون وبعض الاتجاهات الشيعية المتحالفة مع الحريري ومن لف لفه.
  5. دفع المقاومة الاسلامية في لبنان الى اجراء يجعلها في مواجهة الجيش اللبناني الذي اصبح محل اهتمام الانظمة الخليجية وبعض القوى الاوروبية مؤخرا وبين عشية وضحاها!

بالطبع هناك اهداف اخرى لهذا التصعيد منها اضعاف احتجاجات مسيرات العودة الكبرى التي نسفت احلام المطبلين لـ"صفقة القرن" المشبوهة وتأخير الحل السوري لاستنزاف ايران وروسيا اقتصاديا، وحرف اذهان الجمهورية الاسلامية عن ما يعده الأميركان والسعوديون للانتخابات العراقية البرلمانية، وغيرها.. لكن، هل سيهاجم ترامب دمشق واين؟!

نعم، سيهاجم ترامب دمشق ما دامت الأخيرة مصرة على عدم فك ارتباطها مع ايران والمقاومة ـ لاسباب وحسابات مقنعة بالنسبة لها وقائمة على مصالحها القومية ومواقفها المبدئية ـ ولا تتخلى عن رؤيتها المعادية للاحتلال.

وستكون الهجمات بعيدة عن المواقع الروسية أو مجانبة لها وتستهدف القوات السورية والحليفة لها (غير الروسية) وجميعها تشترك تحت عنوان المقاومة للمشروع الصهيو ـ أميركي، لأن ترامب "تاجر مشهور" وعليه ان يقدم مصداقية لزبائنه الذين يستحلبهم كل يوم، فمجرد الاتيان بجون بولتن ومايك بومبيو وجينا شيري هاسبل.. ووجود نيكي هايلي وجاريد كوشنير وحتى ايفانكا، لا يكفي لاطفاء نار حقد هؤلاء البدوي.. ولا يداري فشلهم في اكثر من موقع.

لكن السؤال الأهم هو: من سيوقف كرة النار التي يريد الترامبيون والصهاينة وآل سعود دحرجتها نحو المنطقة الملتهبة بالاساس.. ومن يدري الى اين ستسير وكم سيكون حجمها ومن الذي سيحترق بلهيبها والكرات الأخرى التي ستدحرج معها في اتجاهات معاكسة.. خاصة مع تجربة المقاومة الناجحة لردّ الفعل الشديد في اسكات التهديدات وفي القدرة على الرد من أكثر من موقع.. ولا تنسوا يا أعداء المقاومة أن خواصركم ضعيفة جدا وكثيرة للغاية؟!

بقلم: علاء الرضائي

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 10 إبريل 2018 - 21:55 بتوقيت مكة