أيا ربُّ ما الأحزانُ مِن أنّةٍ تجري ***** بقلبٍ شكا ظُلماً تَشرَّبَ بالغدرِ
تُجادلُ بالحُسنى الزكيّةُ منبتاً ***** وتعرِضُ بُرهاناً على مَعشَرِ القَسرِ
ولكنّهُم حِلفُ الذين تجادَلُوا ***** تجادُلَ إعراضٍ عن الحَكَمِ البَرِّ
هي ابنةُ من أدّى الرسالةَ صابراً ***** وزوجةُ نبراسِ العقيدةِ والطُّهرِ
هي الوحيُ قرآناً لقومٍ تجاهلوا ***** ومِصداقُ آياتِ الشفاعةِ والصَبرِ
هي الكوثرُ الرقراقُ طابَ معينُهُ ***** هي النورُ والقُربى وريحانةُ البدرِ
فواهاً على جُرمٍ أهاجَ شُجُونَها ***** وذلك ما أدّى الى الموتِ والقبرِ
وكانت بريعانِ الشبابِ كريمةً ***** وفي كنَفِ الهادي المُجَلَّلِ بالفخرِ
وقد طلبتْ حقّاً وذاك تُراثُها ***** وحقَّ إمامٍ صادقِ الوَعدِ والنَّذْرِ
ولكنَّ آذانَ العدالةِ أغلَقَتْ ***** مَسامِعَها يا ويلَ نائبةِ الدّهرِ
فعادتْ ولم تُورَثْ وأَحرَقَ بابَها ***** جفاةُ خِلاقٍ بدّلُوا اليُسْرَ بالعُسْرِ
وماتَتْ بظُلْمٍ وهي تعلمُ أنها ***** وديعةُ طه والجميعُ بذا يَدرِي
إلى الله شكواها البَصِيرِ مُنيبَةً ***** تَرى فَيئَها رَهنَ التآمُرِ والحَجْرِ
وقد نَطقَتْ عِلمَاً فصارَ كلامُها ***** إلى الآن منشُوراً يُجلجِلُ بالثَّأْرِ
وراحَتْ إلى ربِّ العبادِ شهيدةً ***** على فِتَنٍ تُفضي لمُنقلَبِ الخُسْرِ
سلامٌ على الزهرا البتولِ تحيّةً ***** تُخلِّدُ إنسانا تطهَّرَ في الذِّكْرِ
أطاعَتْ رسولَ اللهِ وهو حبيبُها ***** وواسَتْ إمامَاً خانَهُ الزمَنُ المُزري
________
بقلم : حميد حلمي زادة
2 جمادى الثاني 1439
19 شباط/فبراير 2018