كما أكد أنها هى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة التى يجب العمل الجاد على إعلانها رسميًّا والاعتراف الدولى بها وقبول عضويتها الفاعلة فى جميع المنظمات والهيئات الدولية.
وأكد الإعلان أن عروبةَ القدس أمر لا يقبل العبث أو التغيير، وهى ثابتة تاريخيًّا منذ آلاف السنين.
وشدد المؤتمر على الرفض القاطع لقرارات الإدارة الأمريكية الأخيرة والتى لا تعدو حبرا على ورق، وفاقدة للشرعية التاريخية والقانونية والأخلاقية التى تلزم الكيان الغاصب بإنهاء هذا الاحتلال وفقًا لقرارات الأمم المتحدة الصادرة فى هذا الشأن.
وحذِر المؤتمر من أن هذا القرار إذا لم يسارع الذين أصدروه إلى التراجع عنه فورًا، فإنه سيغذى التطرف العنيف، وينشره فى العالم كله. كما أوجب المؤتمر تسخير كافة الإمكانات الرسمية والشعبية العربية والدولية لإنهاء الاحتلال لأرض فلسطين.
ودعا المؤتمر حكومات دول العالم الإسلامى وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى والأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني، إلى التحرك لوقف تنفيذ قرار الإدارة الأمريكية. وشدد على مؤازرته لصمود الشعب الفلسطينى ودعم انتفاضته فى مواجهة هذه القرارات المتغطرسة بحق القضية الفلسطينية.
وأكد المؤتمر كذلك اعتزازه بالهبة القوية التى قامت بها الشعوب العربيَّة والإسلامية، كما أشاد المؤتمر بالموقف المشرِّف للاتحاد الأوروبى وكثير من الدول التى رفضت القرار الأمريكى الجائر . وأعلن المؤتمر دعمه مبادرة الأزهر بتصميم مقرر دراسى عن القدس الشريف يُدرَّس فى المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر، استبقاءً لجذوة قضية القدس فى نفوس النشء والشباب، وترسيخًا لها فى ضمائرهم.
وحث عقلاء اليهود أنفسهم للاعتبار بالتاريخ، الذى شهد على اضطهادهم فى كل مكان حلّوا به إلا فى ظل حضارة المسلمين، وأن يعملوا على فضح الممارسات الصهيونية المخالفة لتعاليم موسى عليه السلام التى لم تدع أبدا إلى القتل أو تهجير أصحاب الأرض، أو اغتصاب حقوق الغير وانتهاك حرماته وسلب أرضه ونهب مقدساته. كما اعتمد المؤتمر اقتراح أن يكون 2018 عاما للقدس الشريف، ودعا كل الشعوب بمختلف مرجعياتها إلى تبنِّى هذه المبادرة.
كما حث المؤتمر كل الهيئات والمنظمات العالمية إلى الحفاظ على الوضع القانونى لمدينة القدس، وتأكيد هُويتها، واتخاذ كافة التدابير الكفيلة بحماية الشعب الفلسطيني.
وقرر المؤتمر تكوين لجنة مشتركة من أبرز الشخصيات والهيئات المشاركة بالمؤتمر لمتابعة تنفيذ التوصيات على أرض الواقع ومواصلة الجهود فى دعم القضيَّة الفلسطينيَّة وبخاصةٍ قضيَّة القُدس.
وفى كلمته خلال المؤتمر أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، موقفَ الأزهر الرافض لزيارة القدس تحت الاحتلال ،مضيفا أن مستوى وعى النشء العربى والإسلامى بقضية القدس الشريف، ليس على المستوى المطلوب، فقد شُغلت أو أُشغلت كلُّ دولة عن قضية العرب والمسلمين المحورية بقضايا داخلية وأحداثٍ جِسامٍ جرَّها علينا أعداؤنا وقوى الشر المتربصة بمنطقتنا، ولذا، وجب على المؤسسات التعليمية فى أوطاننا تداركُ هذا التقصير سريعًا.
من جانبه أكد الدكتور على النعيمى أمين عام مجلس حكماء المسلمين ، أن مؤتمر نصرة القدس عقد لبحث سبل التعامل مع القرارات الأمريكية الأخيرة، بحق مدينة القدس الفلسطينية المحتلة، واتخاذ خطوات عملية لدعم الهوية العربية والفلسطينية للمدينة المقدسة، بما يتناسب مع التحديات الخطيرة التى تهدد القدس.
وقال الدكتور إدريس الجزائري، المدير التنفيذى لمركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي، إنه ينضم إلى صوت الأزهر الشريف فى نصرته للقدس، والتضامن مع الشعب الفلسطينى الأبى وقال مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن هذه الصورة السوداء التى رسمتها الإدارة الأمريكية لن تغير ثقتنا الكاملة فى أن الضمير الإنسانى سينتصر للقضية الفلسطينية.
المصدر: الأهرام