أمريكا.. أرض أحلام أم ضياع للمهاجرين؟!

الثلاثاء 26 ديسمبر 2017 - 18:02 بتوقيت مكة
أمريكا.. أرض أحلام أم ضياع للمهاجرين؟!

أوروبا - الكوثر: كشفت الوقائع والأحداث أن أمريكا ليست فقط أرض الأحلام، بل أيضا صحراء الضياع والفقدان، حيث يحتمل اختفاء أي شخص فيها دون أثر حتى ولو كان وجوده هناك شرعيا تماما وبكامل وثائقه الشخصية.

الصحفية الروسية مارينا سوكولوفسكايا، خاضت غمار البحث عن 121 شخصا جاؤوا من روسيا وبلدان الاتحاد السوفيتي السابق إلى أمريكا بحثا عن حياة أفضل وأحلام أكثر وردية، إلا أنهم اختفوا وصاروا في عداد المفقودين، إلى أن عثرت هذه الصحفية على 89 منهم قتلى تحت التراب.

وتحولت هذه الصحفية التي تعيش وتعمل في الولايات المتحدة منذ عدة سنوات إلى محقق خاص، وحاولت التعرف إلى ما يهدد الناس ومصائرهم في بلاد العم سام، حتى لو كان وجودهم هناك شرعيا ومسلحين بكل الوثائق الشخصية التي تعرف عنهم وعن أصلهم وفصلهم.

 وكشفت الصحفية سوكولوفسكايا أنها استمرت 4 سنوات في البحث عن ابن عمها، فلاديمير كوندراتينكو، الذي انقطعت أخباره عام 2002، في بروكلين بأمريكا، وعثرت عليه في النهاية ميتا، ومع ذلك، فوجئت الصحفية في المقام الأول، بأن أي من السلطات الأمريكية لم يتصل بأقاربه في بيلاروس، على الرغم من أن كوندراتينكو عاش في أمريكا قانونيا وأن الشرطة لديها جميع وثائقه وأرقام اتصالاته.

بعد ذلك، انهالت على سوكولوفسكايا مجموعة كاملة من النداءات من سكان روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة، الذين فقدوا أقاربهم في الولايات المتحدة، ونتيجة لذلك، تمكنت الصحفية من التعرف على مصير 121 مفقودا، منهم 89 قتيلا وهي تستعد الآن لإنتاج فيلم وثائقي عن هؤلاء الناس ومصيرهم الذي يجهله أقاربهم في الوطن والمهجر، على الرغم من أن وجودهم على الأراضي الأمريكية كان شرعيا، والسلطات على علم بكل المعلومات الشخصية عنهم وعن أقاربهم وعناوينهم وأرقام هواتفهم.

وقالت الصحفية سوكولوفسكايا إن أسباب الفقد والضياع في الولايات المتحدة كثيرة ومتعددة، ولكن الموت واحد، وهو المصير شبه المحتوم لكل من تنقطع أخباره هناك.

والمأساة الأكثر إيلاما أنك حين تجد المفقود قتيلا، من الصعب أن تعرف من قتله ولأي سبب وكيف وأين، لآن تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي تستغرق سنوات وسنوات وقد لا تصل إلى نتيجة أبدا، وهناك جريمة قتل فيها أحد المفقودين الروس وما زالت أسبابها مجهولة على الرغم من مرور سبع سنوات.

وعن  المناطق والمدن الأمريكية التي يختفي فيها الناس أكثر من غيرها، قالت سوكولوفسكايا: بالطبع، هي المدن التي يسعى معظم الناس الناطقين بالروسية إليها. في المقام الأول هي مدينة نيويورك، ومعها ولاية نيويورك، وولاية نيو جيرسي، القريبة جغرافيا جدا من نيويورك. وهناك في هذه القائمة مدينة كاليفورنيا، وليس في آخر مكان من ولاية فلوريدا، أو بالأحرى مدينة ميامي.

وذكرت سوكولوفسكايا أن الشخص الذي يموت أو يقتل ولا يتقدم أحد لاستلام جثته، يتم دفنه ببساطة في مقبرة جماعية
وفي النهاية نصحت الصحفية الروسية التي تعيش في الولايات المتحدة أولئك الذين يهاجرون وحدهم إلى بلاد "الأحلام"، أن يتأكدوا من أن هناك شخصا ما سيتابع أمرهم ويهتم بمصيرهم، إذا لم يعودوا يوما إلى منازلهم لقضاء الليل دون سابق إنذار، وأنه سوف يبدأ بالبحث عنهم ليعرف مصيرهم .

المصدر: RT

31103

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 26 ديسمبر 2017 - 17:56 بتوقيت مكة