تقديرات: حرب اليمن كلفت السعودية أكثر من 87 مليار دولار

السبت 9 ديسمبر 2017 - 14:28 بتوقيت مكة
تقديرات: حرب اليمن كلفت السعودية أكثر من 87 مليار دولار

السعودية - الكوثر: تغیب التقدیرات الرسمیة لحجم التکلفة الحقیقیة للحرب التي یشنها تحالف العدوان السعودي بقیادة السعودیة في الیمن، بینما تشیر تقدیرات غیر رسمیة إلى أن التکلفة تتراوح بین 85 ملیارا و760 ملیون دولار، إلى 87 ملیارا و560 ملیون دولار، بما لا یشمل الخسائر غیر المباشرة المتعلقة بتراجع الاستثمارات في السعودیة على وجه التحدید، والزیادة في الإنفاق العسکری، والنقص في احتیاطی النقد الأجنبي، بحسب موقع «الخلیج أونلاین».

وبحسب تقریر تلفزیوني بثته قناة «العربیة» السعودیة، في 2 أبریل/نیسان 2015، أي بعد 8 أیام فقط على انطلاق عملیة «عاصفة الحزم»، فإن التقدیرات أشارت إلى أن المملکة قد تنفق نحو 175 ملیون دولار شهریا على الضربات الجویة ضد انصار الله في الیمن، باستخدام 100 طائرة.

وأشارت القناة آنذاک إلى أن الحملة الجویة التي قد تستمر أکثر من 5 أشهر، ربما تکلف الریاض أکثر من ملیار دولار أمریکي.

وفي أرقام بعیدة عن تقدیرات القناة، قالت مجلة «فوربس» الأمریکیة، بعد 6 أشهر من اندلاع الحرب، إن تکلفة الأشهر الستة بلغت نحو 725 ملیار دولار، أي إن التکلفة الشهریة تصل لـ120 ملیار دولار.

تقدیر آخر جاء في دراسة نشرتها مؤخرا جامعة «هارفارد» الأمریکیة، أشارت فیها إلى أن تکلفة الحرب تصل إلى 200 ملیون دولار في الیوم الواحد.

تشغیل الطائرات

أما صحیفة «الریاض» السعودیة، فقدرت أیضا تکلفة تشغیل الطائرات السعودیة المشارکة بالحرب بنحو 230 ملیون دولار شهریا، متضمنة تشغیل الطائرات والذخائر المستخدمة والاحتیاطیة، وثمن کافة قطع الغیار والصیانة وغیرها.

من جانبه، قدر موقع «دویتشیه فیلیه» الألماني تکلفة تشغیل الطائرات السعودیة المشارکة بالحرب، ویبلغ عددها 100 طائرة، بمبلغ 175 ملیون دولار شهریا.

وفي ظل هذه الأرقام التي یصعب إیجاد مقاربة بینها للتکلفة الحقیقیة، یمکن قیاس العملیات السعودیة في الیمن على أخرى شبیهة تم تنفیذها خلال السنوات القلیلة الماضیة، وکانت تکلفتها معلنة.

ومعظم تکلفة الحرب في الحالة الیمنیة یستهلکها سلاح الجو، فالتحالف العربي لم یتدخل في الیمن بریا حتى الآن.

وأعلن المتحدث الرسمي (السابق) باسم قوات التحالف العربي، اللواء «أحمد عسیري»، في مارس/آذار من العام الجاري، أن عدد الطلعات الجویة التي نفذها طیران التحالف في سماء الیمن بلغت أکثر من 90 ألفا.

وأشار «عسیری»، في ذات التصریحات التي أدلى بها لصحیفة «التایمز» الأمریکیة، إلى أن الحرب على انصار الله في الیمن أغلبها جویة.

واعتمادا على هذا الرقم، وقیاسا بتکلفة الطلعة الجویة الواحدة للطائرات الأمریکیة المشارکة بالحرب ضد تنظیم «داعش الارهابي» في سوریا والعراق، التي تقدر بـ84 ألف دولار إلى 104 آلاف دولار، فإن تحالف العدوان السعودي أنفق على الضربات الجویة في الیمن خلال عامین 7 ملیارات و560 ملیون دولار، إلى 9 ملیارات و360 ملیون دولار.

ووفق تقریر نشرته صحیفة «نیویورک تایمز» الأمریکیة، في 15 سبتمبر/أیلول 2014، فإن تکلفة الطلعة الجویة لطائرة أمریکیة واحدة من قاعدة إنجرلیک الجویة في ترکیا، لقصف أهداف تنظیم «داعش الارهابي» شمالي العراق، تقدر بین 84 ألفا و104 آلاف دولار، بما یشمل ثمن القنابل والوقود وکافة التکالیف التشغیلیة.

نفقات غیر عسکریة

ولا یمکن حساب بقیة التکالیف العسکریة للحرب في الیمن؛ فجمیع الأرقام والبیانات المتوفرة حول کمیات الأسلحة المستخدمة في الحرب وأنواعها وتکلفتها غیر رسمیة، ومبالغ في جزء کبیر منها، بحسب ما یصف مراقبون عسکریون.

ولکن تکلفة الحرب لا تتوقف على النفقات العسکریة فقط، فالسعودیة قدمت لمرتزقتها في اليمن منذ بدایة الحرب عام 2015 حتى منتصف العام الجاري، مساعدات تبلغ قیمتها 8.2 ملیار دولار، وفق وزارة الداخلیة السعودیة.

وفي مایو/أیار الماضي، أعلنت الداخلیة السعودیة تقدیم المملکة مساعدات لمرتزقتها في اليمن بقیمة 8.2 ملیار دولار، مقسمة على عدة مجالات؛ تصدرها ملف التطویر، الذي نال 2.9 ملیارات دولار، تلته المساعدات للحکومة الیمنیة التابعة لها بـ2.2 ملیار دولار.

کما تشمل المساعدات 1.1 ملیار دولار للیمنیین المقیمین داخل السعودیة.

وتضاف إلى المساعدات الإنسانیة ونفقات الضربات الجویة تکلفة إعادة إعمار ما دمرته الحرب، فبحسب التقدیرات الیمنیة الرسمیة الأولیة، من المتوقع أن تبلغ الکلفة الإجمالیة لإعادة إعمار الیمن قرابة 100 ملیار دولار، تساهم دول مجلس التعاون الخلیجي بـ70% منها، أي ما یعادل 70 ملیار دولار.

ویظهر جمع بسیط للأرقام سالفة الذکر أن التکلفة التقدیریة للحرب في الیمن على دول التحالف تتراوح بین 85 ملیارا و760 ملیون دولار، إلى 87 ملیارا و560 ملیون دولار، بما لا یشمل الخسائر غیر المباشرة المتعلقة بتراجع الاستثمارات في السعودیة على وجه التحدید، والزیادة في الإنفاق العسکري، والنقص في احتیاطی النقد الأجنبي.

زیادة الإنفاق العسکري

وفي استعراض سریع للبیانات التي تظهر تأثر اقتصاد السعودیة بالحرب، نجد أن السعودیة رفعت قیمة إنفاقها العسکري في العام 2015 إلى 82.2 ملیار دولار، بعد أن کان قد بلغ في 2013، 59.6 ملیارات دولار فقط.

کما أعلنت شرکة «آي إتش إس» للأبحاث والتحلیلات الاقتصادیة، أن مشتریات السعودیة من السلاح قفزت بمعدل کبیر، لتصبح المملکة المستورد الأول للسلاح على وجه الأرض في 2015، بقیمة 65 ملیار دولار.

وفي مقابل زیادة النفقات العسکریة واستیراد السلاح، تراجع احتیاطي النقد الأجنبي لدى المملکة بشکل غیر مسبوق، فبعد أن کان 737 ملیار دولار في 2014، انخفض إلى 487 ملیار فی یولیو/تموز 2017.

یضاف إلى تراجع احتیاطي النقد الأجنبي تسارع وتیرة لجوء الحکومة إلى أسواق الدین خلال العامین الماضیین والعام الجاري.

وأعلنت وزارة المالیة السعودیة، في أغسطس/آب الماضي، أن الدین العام للدولة بلغ 91 ملیار دولار، تضاف إلیهم صکوک محلیة طرحتها المملکة خلال سبتمبر/أیلول الماضي وأکتوبر/تشرین الأول الجاري، بقیمة 9.9 ملیارات دولار، وسندات دولیة بقیمة 12.5 ملیار دولار، لیقفز بذلک حجم الدین السعودي إلى 113.4 ملیارات دولار.

24

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 9 ديسمبر 2017 - 13:01 بتوقيت مكة