وفي مقال له بصحيفة "هآرتس" كتب نير حسون أن قرار ترمب يعتبر قرارا رمزيا "فالقدس عمليا عاصمة لإسرائيل منذ عام 1949" حسب زعمه.
وأضاف أن السفراء والقادة الأجانب الذين امتنعوا في السنوات الأولى لقيام إسرائيل عن المجيء إلى المدينة لعقد اجتماعات رسمية، تخلوا منذ زمن عن المقاطعة، ويحرصون اليوم على عقد الاجتماعات فقط في الجزء الغربي من المدينة.
أما المحلل السياسي عوفر ألتسبرغ فكتب يقول "إن السماء في القدس لم تسقط الليلة الماضية". ويرى أن البدائل التي أثارها الفلسطينيون حتى الآن تشمل "المطالبة بالمواطنة والمقاومة المسلحة والمقاومة الشاملة غير العنيفة، والتوجه إلى لاهاي".
وعن ردود الفعل الشعبية المحتملة قال "على النقيض من رد الفلسطينيين بعد وضع البوابات الإلكترونية على مدخل الأقصى، من الصعب أن نرى كيف سيقود الإعلان الجماهير إلى الشوارع. من المؤكد أننا قد نشهد اشتباكات عنيفة، ولكن ليس بالضرورة انفجارات شاملة".
واعتبر أن التأثير الحقيقي لهذا الإعلان "سيكون على اليأس الفلسطيني من الدولة المستقبلية. وسيؤدي هذا اليأس إلى زيادة الدعوات إلى الجهاد لإنقاذ الأقصى، ومن ناحية أخرى سيؤدي إلى التكامل الذي يصبح راسخا بشكل متزايد في المجتمع الإسرائيلي، بأنه لم تعد فائدة من انتظار المسيح في شكل دولة مستقلة" حسب تعبيره.
تراجع الاهتمام
أما عاموس هرئيل فأشار في مقال له بـ"هآرتس" إلى تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية بشكل كبير في السنوات الأخيرة على خلفية الاضطرابات في الشرق الأوسط"، مضيفا أن القدس لا تزال تثير مشاعر دينية قوية.
وفي مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" كتب إيال زيسر يقول "بالنسبة لمعظم الحكام العرب لا يقدم إعلان ترمب ولا يؤخر. بل إن الملك السعودي استبق ذلك وأوضح لأبو مازن حقائق الحياة، وهي أن عليه أن يقبل عاصمة فلسطينية في أبو ديس".
واعتبر أن المشكلة تكمن في البلدان التي تغلي فيها طنجرة الضغط بسبب المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وتهدد بالانفجار على أي حال، في هذه الدول سيكون هناك "المتطرفون" الذين سيحاولون تحريض النفوس وإجبار حكامهم على تسلق شجرة الرد المتطرف العالية حسب قوله.
وأوضح "هكذا هو الأمر في الأردن اليوم، وهكذا كان في حينه مع الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، بينما مصر الآن تحت سيطرة عبد الفتاح السيسي غارقة في الكفاح ضد الإرهاب الإسلامي وليس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ويبقى أردوغان التركي فقط، ولكن من المشكوك فيه ما إذا كانت تصريحاته المتحمسة ستحقق الخلاص للفلسطينيين".
وفي مقال له بالصحيفة ذاتها كتب عوديد غرانوت معززا الرأي السابق بقوله "الدول العربية أقل تأثرا والعرب وخاصة السعوديين لديهم مشاكل أكثر إلحاحا على جدول الأعمال من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وعلى رأسها التهديد الإيراني" حسب تعبيره.
وأضاف "كملاحظة على الهامش، سيقال إن العائلتين المالكتين في السعودية والأردن لم تدعيا أبدا أن الفلسطينيين وحدهم يحق لهم أن يكونوا أمناء الأماكن المقدسة للإسلام في القدس".
وتحت عنوان "هل يصب خطاب ترمب في مصلحة إسرائيل فعلا؟" كتب غيورا إيلاند في "يديعوت أحرونوت" يقول "إذا أراد الرئيس الأميركي العودة ليكون وسيطا عادلا سيتعين عليه إيجاد وسيلة لتعويض الفلسطينيين".
وفي الصحيفة نفسها كتب إيتان هابر أن الولايات المتحدة بقيادة ترمب تعتقد أنها تتخذ الخطوة الصحيحة لرفاهية مواطنيها، لكن النتيجة يمكن أن تكون عكس ذلك.
وقال "إن العالم العربي، الذي سينظر بالتأكيد بحسد إلى التحالف بين القوة العظمى والدولة الصغيرة، قد يرغب في تصفية الحسابات مع إسرائيل التي لا تزال تعتمد على الدعم الأميركي".
وتابع "استمتعت إسرائيل بعلاقات دبلوماسية استثنائية وآذان مصغية في واشنطن. ولكن ليس هناك ما يضمن استمرار ذلك. إذا قررت الدول العربية أو إيران الخروج ضد إسرائيل فمن غير المؤكد أن الأميركيين، رغم تصريحات ترمب الدافئة، سيزودون البضاعة".
المصدر : الجزيرة