شاركوا هذا الخبر

مَنْ يريدُ الوصولَ إلى اللهِ تعالى؟

إن الله تعالى تعهد وفق قانون اللطف الإلهي أنَّ يوصل إليه من يريد الوصول إليه. فمن الاستحالة ولاشك أن يقصد العبدُ الربَّ سبحانه ولا يصل إليه، وهذا ما أشار القرآن إليه بقوله تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبُلَنا)..

مَنْ يريدُ الوصولَ إلى اللهِ تعالى؟

الشيخ جعفر الستري*

أسمى غايتين حقيقيتين يمكن أن يدركهما عقل الإنسان هما:

الأولى: معرفةُ الله.
الثانية: التقرُّبُ إليه تعالى.

إذا جعل العبد نصب عينيه هذين الهدفين الثمينين، وتحرك نحوهما باشتداد عزائم الجوانح، وتقوية عبودية الجوارح، فسيصل إلى مبتغاه، ويحقق مناه، فهذا قانون إلهي لا يمكن أن يتخلف. هنا لابد أن نطمئن بإشارتين قرآنيتين:

1) الإشارة التطمينية القرآنية الأولى:
إن الله تعالى تعهد وفق قانون اللطف الإلهي أنَّ يوصل إليه من يريد الوصول إليه. فمن الاستحالة ولاشك أن يقصد العبدُ الربَّ سبحانه ولا يصل إليه، وهذا ما أشار القرآن إليه بقوله تعالى:
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبُلَنا)..

فالحقيقة الأولى هنا:
من يريد بصدق وشوق وإخلاص الوصول إلى الله تعالى فحتماً ستكتنفه يد العناية واللطف والرحمة والهداية (لَنهدينهم)، بلام التوكيد.

2) الإشارة التطمينية القرآنية الثانية:
إن من تنطوي نيته الصادقة على التصميم الجازم على الوصول إلى أقصى ما يمكنه من مراتب القرب الإلهي، فسوف يحقق الهدف ويصل إلى المرتبة الأخروية المطلوبة. وبعبارة أخرى:
إذا عقد العبد النية الخالصة، في أن يبدأ في السير والسلوك إلى الله تعالى، فلو بدأ خطواته الأولى وفاجأه الموت قبل أن يطوي فعلياً مراتب الكمال التي يتمناها، فإن يد الرحمة الإلهية مرة أخرى ستجذبه جذبة الإيصال إلى ما تمناه، ويشير إلى هذه الحقيقة قوله تعالى:
(ومَن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجرُهُ على الله)..

فالحقيقة الثانية هنا:
إن من يصمم بصدق على أن يقطع أشواطاً من الكمال، ويخطو خطواته الأولى، ولكن يحوْلُ بينه وبين ذلك الموتُ (فقد وقع أجرُهُ على الله)..
أي سيحشره الله على نيته، ويوصله إلى مرتبة الكمال التي قصدها. وهذا ما أشارت إليه جملة من روايات المعصومين (ع): “إنما الأعمال بالنيات”..

*عالم دين بحريني

 

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة