دار الكريتلية.. متحف الغرف السرّية في مصر القديمة

الإثنين 6 نوفمبر 2017 - 19:36 بتوقيت مكة
دار الكريتلية.. متحف الغرف السرّية في مصر القديمة

مصر-الكوثر ترجع أهمية هذه التحفة إلى جمالها الذي يخلب الأبصار، وروعة بنيانها، وإتقان زخارفها. تلك التحفة القديمة هي دار الكريتلية أو بيت الكريتلية، الذي يقع في ميدان جامع أحمد بن طولون في القاهرة

ولا يرجع هذا الاسم الغريب لهذا البيت إلى اسم صاحبه أو المهندس الذي شيده، كما  يدرج عادة في بيوت أثرية كهذه، ولكنه يعود إلى آخر امرأة كانت تقطن فيه فقد كانت  عائلتها من جزيرة كريت،وقد بني في سنة 1631ميلادية.

أمام ذلك البيت يوجد منزل أثري آخر، لا يقل عنه جمالاً، وإن كان أكثر قدماً، حيث شيد سنة 1540 ميلادية.

وهو ينسب إلى امرأة من سلالة صاحب دار الكريتلية، تدعى آمنة بنت سالم،. ويوجد دهليز يفصل بين هذين البيتين، وتذكر المصادر التاريخية أن آمنة بنت سالم قامت بشراء المنزل الآخر، وجمعت البيتين ببعضهما ، من خلال إنشاء قنطرة علوية (ساباط)، بحيث يمكن العبور خلالها من أحد المنزلين إلى الآخر وبسبب ذلك جرى العرف على تسمية المنزلين معاً باسم "دار الكريتلية".

ويضم المنزلان معاً سبعاً وعشرين غرفة، وتتوسطهما حديقة داخلية مربّعة الشكل،وأهم ما يعثر عليه زائر دار الكريتلية في الطابق الأول هو "المقعد"، وهو إيوان فسيح ينفتح على صحن الدار. ويتوزع على جانبيه دواليب حائطية مزخرفة بزخارف نباتية توضع فيها المشغولات الزجاجية. ويواجه المقعد الجهة الشمالية ليتلقى الهواء البارد في الصيف. أما السقف فهو من براطيم خشبية مزخرفة بزخارف نباتية وهندسية مذهبة. والبراطيم جمع بُرْطوم، وهو عبارة عن خشبة غليظة يدعم بها البيت.

من تدابير القدر أن جاير أندرسون Gayer Anderson، الذي كان ضابطاً في الجيش الإنجليزي، وكان مولعاً بالآثار الإسلامية، تقدم في عام 1935 بطلب إلى لجنة حفظ الآثار العربية، لمنحه حقّ الإقامة في بيتي الكريتلية، بشرط أن يقوم بتأثيثهما على الطراز العربي الإسلامي، ويعرض فيهما مجموعته الأثرية النفيسة من المقتنيات الأثرية، على أن يصبح الأثاث ومجموعة الآثار ملكاً للأمة المصرية بعد وفاته أو حين يغادر مصر نهائياً. ولما وافقت اللجنة على عرضه، أنفق أموالاً طائلة على شراء الأثاث والتحف، وتمكن من جمع العديد من القطع الفنية التي تنتمي إلى عصور إسلامية مختلفة وأماكن متفرقة، وزيّن بها البيتين.وفي عام 1942 اشتد بأندرسون المرض، فرحل عن مصر، وحول البيتان إلى متحف حمل اسمه.

وختاماً، فإن جمال هذا المتحف جذب الكثيرين من صناع السينما، ليتخذوا منه مكاناً لتصوير مشاهد من أفلامهم، مثل فيلمجيمس بوند الموسوم بـ "الجاسوس الذي أحبني"، والفيلم المصري "شهد الملكة".

المصدر : العربي الجديد

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الإثنين 6 نوفمبر 2017 - 16:37 بتوقيت مكة