كنتُ قد كتبتُ ثلاثة أجزاءٍ منها، أرسلتُ أحدها دون تدقيقٍ إلى صديقٍ في دارِ الهادي فنشرَها حتّى دونَ تدقيقٍ ولا مُراجعة.
لم أنشر الأجزاءَ الأُخرى لأسبابٍ خاصّةٍ وقانونيّةٍ تتعلّقُ بدعاوَى مُقامَة ضدّي لم يَحسُم القضاءُ واحدةً إلّا اخترعوا أُخرى.
المُهمّ...
كلّفني مشروعُ تأليفِ كتابٍ مبنيٍّ على تحقيقاتٍ بذلَ جهدٍ للعيشِ في مدينتينِ وحياتينِ وشخصيّتينِ لمدّةِ خمس سنوات.
خمسُ سنواتٍ مِن التّعبِ إذ انتميتُ إلى كنائس إنجيليّةٍ للتحقيقِ والاستقصاءِ، ولتوثيقِ انتهاكاتِهم ضدَّ المرأة والطّفل، ولتوثيقِ دورِهم السياسيّ الباطنيّ في كندا وأميركا و76 دولةً أُخرى.
لم تكن الجماعةُ التي انتميتُ إليها من الكنائسِ الصهيونيّةِ علناً لكنّها كانت طريقي لمعرفةِ كلِّ شيءٍ باطنيٍّ عن الصهيونيّةِ المسيحيّةِ والمتّحدةِ في مُنظّماتٍ سرّيّةٍ مثل "الجدعونيون"
أو العلنيّة مثل "مسيحيّون مُتّحدونَ مِن أجلِ "إسرائيل" "التي تَجمعُ تبرّعاتٍ وتُرسِلها إلى إسرائيلَ وتعتبرُ خدمةُ "إسرائيل" خدمةً لهدفِ عودةِ المسيحِ إلى الأرض.
يبلغُ عددُ المُنتمينَ فعلاً إلى "جدعونيون" بضعةَ ملايين، وهُم يُعلنونَ أنّهم جمعيّةُ نشرِ كتابٍ مقدّسٍ لكنّهم فعلاً ماسونيّة خاصّة حصراً بتأمينِ مصالحِ إسرائيل.
كلّ جدعونيّ عضوٌ في مسيحيّينَ مُتّحدينَ لأجلِ إسرائيل، ويتبرّعُ برسمٍ سنويٍّ قدره 36 ألف دولارٍ ليحافظَ على عضويّتهِ في نادي القَادة، لكن بعضهم يتبرّعُ بالملايين.
عددُ الأعضاءِ الإداريّينَ في جماعةِ مُتّحدونَ مِن أجلِ إسرائيل بالآلاف، لكنّهم يُمثّلونَ كنائسَ حولَ العالمِ تصلُ إلى 600 مليون عضواً. هُم عددُ رعيّةِ الكنائسِ المُنتميةِ لفكرِ الصهيونيّةِ المسيحيّةِ عام 2007، يُضافُ إليه ملايين عدّة كلّ عام بسببِ استمالةِ كاثوليك وأرثوذكس وبروتستانت تقليديّينَ وهندوس وبوذيّين وكونفوشيوسيّين ومُلحدينَ إلى صفوفهم.
خطرهم سببه:
1. يُرسلونَ مُقاتلينَ لرفدِ الجيشِ الإسرائيلي.
2. مُوحَّدونَ انتخابيّاً خلفَ داعمي إسرائيل.
3. خزانٌ أمنيٌّ للموساد.
4. يخترقونَ الكنائسَ في بلادِنا دونَ أنْ يُعلنوا عن وجودِهم إلّا جزئيّاً.
إيمانُهم الحارّ جذبَ خلالَ قرن 50 مليون كاثوليكيّ في البرازيل ومثلهم من انغليكان نيجيريا وحتّى رئيسُ فيدجي ورئيسُ أبيدجان الأسبقين كانا مِنهم.
في كوريا لهم قوّةٌ بعشراتِ ملايينِ الأتباعِ، وكذا في الصين والهند.
في أميركا وكندا هُم القوّةُ الأهمّ انتخابيّاً.
رغم وحدتِهم يُعانونَ تشرذماً سببهُ تنافسُ القياداتِ وفسادِهم.
هذهِ الكنائسُ تَعتبرُ الصهيونيّة التزاماً دينيّاً واجباً على أتباعِ المسيح، لكن يَرونَ وجودَ إسرائيل ونهايتها بنوداً في مسارِ الخطّةِ أو المرحلةِ ما قبل الأخيرةِ للعالمِ قَبلَ ظهورِ المسيحِ الثّاني بعد دمارِ إسرائيلَ في هارماجيدون.
هي خروفُ الفصحِ يُحفَظُ ويُسمَّنُ حتّى يذبحهُ القدرُ حتى حينها يظهرُ المسيح.
عملُ شبكةِ تجسّسٍ مِنهم في لُبنان مع المُوساد أمراً طبيعيّاً، فهُم يرونَ مُساعدةَ إسرائيلَ واجباً دينيّاً.
خضر عواركة - وكالةآسيا للانباء