في ذكرى ميلاده.. محمد الغزالي يعود بـ“مائة سؤال عن الإسلام”!

الثلاثاء 24 أكتوبر 2017 - 09:37 بتوقيت مكة
في ذكرى ميلاده.. محمد الغزالي يعود بـ“مائة سؤال عن الإسلام”!

مقالات-الكوثر: أصدرت مجلة ” الأزهر “أخيرا كتاب الشيخ محمد الغزالي (مائة سؤال عن الإسلام) بمناسبة الذكرى المائة لميلاده (ولد في 22 سبتمبر 1917 وتوفي في 9 مارس 1996).

يقول الشيخ الغزالي في مقدمة كتابه: “إن اللوم يتجه الينا – نحن دعاة الاسلام- لأننا لا نعرف طبيعة العصر الذي نعيش فيه، والمنطق الذي يقنع أهله، والشبهات التي جدت مع مدنيته!ّ وبعضنا يحيا متخلفا عن عصره ألف سنة”.

واختتم الشيخ الغزالي مقدمته قائلا: “وإنها لفجيعة أن يسبق الحاد أعرج، ويتأخر هدي مستقيم لا لشيء إلا لأن حملة هذا الهدى كسالى ومفرطون!”.

ومن الأسئلة التي أجاب عنها الشيخ الغزالي:

ما الاسلام؟ ولماذا سمي كذلك؟ لماذا كان الاسلام خاتم الأديان؟ ما مكان التصوف في الاسلام؟ ما موقف أهل الكتاب في الاسلام؟ ما مفهوم الاسلام عن الحياة والموت؟ ما هي دار الحرب وما هي دار الاسلام؟

وعن إجابته لسؤال: لماذا حمل الرسول السيف ولم يكتف بالاقناع، يقول الشيخ الغزالي: “في هذا السؤال ايماءة مرفوضة الى أن الرسول حارب ليحمل الخصوم على قبول الدعوة، وهذه تهمة لا أصل لها من عقل أو نقل! ماذا يدعيه المدعون بعد أمر الله لرسوله
(وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)(الكهف: 29)
(إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا)(الانسان: 29)

إن الاسلام بنى خطته في الحياة على استحالة زوال الأديان كلها، واكتفى بأن يبقى مذكرا بالحق، منكرا للهوى، وترى ذلك في قوله سبحانه: (ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين) (البقرة: 145 )”.

ولننظر في الكتاب الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم الى هرقل يدعوه الى الاسلام، ولنتأمل ما جاء فيه: “بسم الله الرحمن الرحيم : من محمد رسول الله الى هرقل عظيم الروم .. سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الاسلام، أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، وإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين: “قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون”.

وتابع الشيخ الغزالي: “وربما كان الرومانيون يحسبون الاسلام امتدادا لبدعة آريوس – كما يصفونها – وأيا ما كان الأمر، فقد حاولوا البطش بالاسلام ودعاته، وشرعوا يقتلون من دخل فيه!”.

“ولولا السيف الاسلامي الصلب، ولولا الرجال وأولو البأس الذين حملوه، ولولا نبي الملحمة الذي انتصب دون دينه وعرينه، لذهب الاسلام في خبر كان، وربما ضن عليه الاستعماريون بدموع التماسيح بعد ما يزول!”.

وتابع الشيخ: “إن المؤرخين الأوروبيين غضاب لأن الاسلام قاتل الرومان، فهل سأل أحدهم نفسه: ما الذي جاء بالرومان الى الشام وآسيا الوسطى؟ وما الذي جاء بهم الى مصر والشمال الافريقي؟

أكان الاقناع طريقا الى اخراج أولئك المستعمرين من أرض احتلوها أكثر من عشرة قرون؟ هل أفلح الاقناع في انهاء استعمار البيض لجنوب افريقيا؟”.

وخلص الشيخ الغزالي أن الحرب وحدها بكل مغارمها ومتاعبها هي الطريق الفذ لمحو الاستعمار الطويل!

واختتم الشيخ الغزالي اجابته قائلا: “لا نعرف في تاريخ البشرية حامل سيف أعف من محمد، ما غضب لنفسه قط، ما غضب إلا لله وحده ” واستشهد بقول شوقي:
والشر إن تلقه بالخير ضقت به.. ذرعا وإن تلقه بالشر ينحسمِ.

المصدر: رأي اليوم

25 - 101
 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 24 أكتوبر 2017 - 09:25 بتوقيت مكة