خاص الكوثر_قضية ساخنة
وأوضح الديلمي أن تحركات المجلس الانتقالي في الشرق اليمني لا يمكن فصلها عن الرغبة الإماراتية في توسيع نفوذها، معتبراً أن هذا التمدد شكّل “خطأً استراتيجياً” دفع السعودية إلى استنفار أدواتها السياسية والأمنية، نظراً لما تمثله حضرموت من أهمية بالغة للأمن القومي السعودي، بحكم امتدادها الحدودي الطويل مع المملكة والذي يصل إلى نحو 700 كيلومتر.
وأشار إلى أن حضرموت تُعد من المنظور السعودي رئة أمنية واستراتيجية، إضافة إلى ارتباطها بطموحات قديمة تتعلق بالوصول إلى البحر العربي عبر محافظتي المهرة وحضرموت، ما يجعل أي تغيير في موازين القوة هناك أمراً بالغ الحساسية.
اقرا ايضا:
وأضاف: أن التحذيرات السعودية جاءت في توقيت دقيق، بعد شعور الرياض بتراجع نفوذها أمام تحركات يقودها محمد بن زايد عبر أدوات غير مباشرة، من خلال دعم قوى محلية وميليشيات ومرتزقة، معتبراً أن المجلس الانتقالي استُخدم كأداة لتنفيذ هذه الأجندات على حساب المصالح السعودية.
وأكد أن العلاقات السعودية الإماراتية تشهد توتراً غير معلن، تحكمه صراعات نفوذ قديمة وحديثة، سواء في اليمن أو في ملفات إقليمية أخرى، لافتاً إلى أن السعودية اختارت في هذه المرحلة توجيه رسائل تحذير سياسية بدلاً من الدخول في مواجهة مفتوحة.
وختم الصحفي محمد علي الديلمي حديثه بالتأكيد على أن تحذيرات خالد بن سلمان لا تتعلق فقط بتأمين الحدود، بل تهدف أيضاً إلى إعادة رسم خطوط النفوذ في شرق اليمن، ومنع فرض أمر واقع جديد قد يهدد التوازنات الإقليمية ويقوض الدور السعودي في منطقة تعد من أهم مناطق العمق الاستراتيجي للمملكة.