خاص الكوثر_ثالث الحجج
وأوضح الشيخ فؤاد الحلفي أنّ المحبة الصادقة للإمام الحسين تنطلق من المعرفة، فالمعرفة تقود إلى المحبة، والمحبة إلى الولاء، والولاء إلى الاتباع، والاتباع بدوره يقود إلى أن يحظى الزائر بمحبة الإمام الحسين عليه السلام، فيكون من خاصته.
وأشار إلى أنّ الزائر الذي يقف على باب الإمام الحسين خاشعًا، منكسِر القلب، باكيًا وحزينًا، يحمل همّ الحسين وكربه، فإنّ الإمام الحسين بدوره يرفع عنه الكرب والهمّ والغم، معتبرًا أنّ العلاقة متبادلة، فكما يزور المؤمن الحسين، فإنّ الحسين يزوره أيضًا، مستشهدًا بروايات مروية عن الإمام الصادق عليه السلام.
اقرا أيضا:
وتطرّق الشيخ فؤاد الحلفي إلى مفهوم البكاء في زيارة الإمام الحسين، موضحًا أنّه ليس بكاءً شكليًا أو عاطفيًا مجردًا، بل “بكاء المعرفة والوعي”، وهو البكاء الذي ينبع من إدراك رسالة الإمام الحسين وتضحياته، مشيرًا إلى بكاء الأنبياء والأولياء، كبكاء النبي يعقوب على وليّ الله، وبكاء السيدة فاطمة الزهراء على رسول الله صلى الله عليه وآله.
واستشهد الشيخ فؤاد الحلفي بتجربة شخصية له داخل حرم الإمام الحسين عليه السلام، حيث أكّد أنّ الحزن والبكاء في حضرة سيد الشهداء، حتى في أيام الولادة، يرتبطان بوعي المأساة والرسالة، لافتًا إلى الروايات التي تذكر بكاء النبي صلى الله عليه وآله يوم ولادة الإمام الحسين وإخباره بمصيره وشهادته.
وختم الشيخ فؤاد الحلقي بالتأكيد على أنّ البكاء في مجالس الإمام الحسين وزيارته هو بكاء رسالة وولاية ووعي، يعكس عمق الارتباط الروحي والفكري بسيد الشهداء، ويجسّد حقيقة الانتماء لمدرسته ونهجه.