خاص الكوثر_قضية ساخنة
وأوضح الدكتور محمد شمص أن ما يجري في السودان لا يمكن اعتباره أزمة داخلية فحسب، بل هو أزمة وجودية تمسّ المنطقة بأسرها، مشيرًا إلى أن الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات لم تعد محصورة بالأطراف المحلية، بل بات اللاعب الخارجي عنصرًا أساسيًا فيها، عبر دعم وتسليح جماعات مسلحة وميليشيات، في مقدمتها قوات الدعم السريع وبعض الجماعات ذات التوجهات الانفصالية.
وأشار إلى أن واحدة من أخطر القضايا التي تواجه السودان اليوم هي تدفق السلاح إلى الداخل، وهو عامل رئيسي في إطالة أمد الحرب وتعقيد المشهد السياسي والأمني، لافتًا إلى أن المبادرة الحكومية، بحسب ما توافر من معطيات، جاءت استجابة لرغبة داخلية سودانية، وليست مبادرة مفروضة من الخارج.
اقرا أيضا:
غير أن الدكتور محمد شمص شدد على ضرورة طرح علامات استفهام حول فرص نجاح هذه المبادرة، في حال غياب توافق ودعم فعلي من القوى الإقليمية والدول الخارجية المؤثرة في الصراع، محذرًا من أن استمرار هذا الغياب قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد وربما إلى تجزئة السودان أو تهديد وحدة أراضيه.
ولفت إلى تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأخيرة، التي أكد فيها أن مصر لن تقف متفرجة على ما يحدث في السودان، معتبرًا أن وحدة الأراضي السودانية تمثل قضية أمن قومي بالنسبة لمصر، ما قد يفتح الباب أمام تدخلات إقليمية أوسع إذا استمر تدهور الأوضاع.
وأضاف أن المبادرة الحكومية، رغم أهميتها، ينبغي أن تبدأ أولًا بوقف حقيقي لإطلاق النار، متسائلًا عن الجهة القادرة على إلزام قوات الدعم السريع بذلك في ظل استمرار الدعم الخارجي، ومشيرًا إلى أن أي حل لن يكون ممكنًا دون موقف واضح من الدول الداعمة، وفي مقدمتها دولة الإمارات.
كما انتقد الدكتور محمد شمص المواقف المعلنة في مجلس الأمن، معتبرًا أن التصريحات المتبادلة بين بعض الأطراف، بما فيها المندوب الإماراتي، لا تتجاوز كونها “ذرًا للرماد في العيون”، في ظل استمرار الدعم للجماعات المسلحة داخل السودان.
وختم الباحث السياسي حديثه بالتأكيد على أن حل الأزمة السودانية بات أقرب إلى كونه حلًا خارجيًا أكثر منه داخليًا، ما لم تتوافر إرادة دولية وإقليمية حقيقية لوقف التدخلات ووضع حد نهائي للحرب.