خاص الكوثر_ أفلا يتدبرون
وأوضح السيد نذير الحسني: أن الإنسان إذا ربط سعادته وكيانه بنعمة معيّنة واعتقد أنها دائمة ولا يمكن زوالها، فإن فقدانها يشكّل صدمة نفسية قوية قد تؤدي إلى التمرّد الداخلي، أو العزلة الاجتماعية، أو الإصابة بأمراض نفسية وجسدية، مشيراً إلى أن القرآن عبّر عن هذه الحالة بقوله: «وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ».
وبيّن أن صفة اليأس ليست حالة عابرة، بل مرض داخلي إذا سيطر على الإنسان دمّر توازنه النفسي والشخصي، ودفعه إلى الانسحاب من التزاماته الاجتماعية والأسرية، وترك علاقاته، والشعور بأن الحياة قد انتهت.
اقرأ أيضا:
وأكد الباحث الإسلامي أن القرآن الكريم لا يذكر هذه الصفات السلبية عبثاً، بل لتحذير الإنسان وتنبيهه إلى طبيعة الحياة، لافتًا إلى أن الله سبحانه وتعالى وضع عنوانًا واضحًا: الدنيا فناء، والآخرة بقاء، ما يعني أن كل ما في الدنيا زائل، من صحة ومال وعلاقات وأشخاص.
وأضاف السيد نذير الحسني أن المطلوب ليس ترك العلاقات أو المشاعر، بل الاعتدال في التعلّق، بحيث يدرك الإنسان منذ البداية أن كل نعمة مؤقتة، فلا ينهار نفسيًا عند فقدانها، ولا يقع فريسة لليأس والقنوط.
وختم بالقول إن معرفة هذه الصفة السلبية وتشخيصها مبكرًا يساعد الإنسان على بناء شخصية متماسكة وقوية، قادرة على مواجهة الابتلاءات، مؤكدًا أن القرآن الكريم يقدّم رؤية واقعية للحياة، هدفها حماية الإنسان من السقوط في الأزمات النفسية عند الشدائد.