خاص الكوثر - الوجه الآخر
أكد الدكتور مهدي عفيفي أنه ووفق السنن الكونية والتاريخية، لا يمكن لأي إمبراطورية أن تستمر إلى الأبد، إذ يشكّل التحول من العدالة والاستقرار إلى الظلم والقهر بداية مسار الانهيار. هذا المنطق ينطبق، بدرجات متفاوتة، على التجربة الأميركية، حيث تشير معطيات داخلية إلى وعي متزايد بإمكانية التراجع.
وأضاف أن أكثر من 850 تقريراً صادراً من داخل الولايات المتحدة تحدثت عن بدايات هذا الانهيار، ما يعكس إدراكاً داخلياً لتحولات عميقة، أبرزها تغيّر طبيعة الديمقراطية الأميركية والخطاب السياسي. مؤكدا أن هذه التحذيرات لم تصدر عن أطراف هامشية، بل عن شخصيات وازنة في مراكز القرار والاقتصاد، من بينها مسؤولون تنفيذيون ومفكرون أميركيون، دعوا إلى إعادة النظر في السياسات العامة.
إقرأ أيضاً:
وتابع الدكتور مهدي عفيفي: ورغم أن هذه الدعوات لا تغيّر من حتمية السنن التاريخية، إلا أنها تشير إلى وجود قوى “عاقلة” تحاول تصحيح المسار. ويتجلى ذلك في مواقف داخلية داعمة لفلسطين، وفي اعترافات رسمية بأن دعم "إسرائيل" لم يعد مكسباً سياسياً بل بات عبئاً انتخابياً. كما برزت مؤشرات سياسية مهمة، من بينها صعود التمثيل السياسي للمسلمين بانتخاب 63 نائباً مسلماً في ولايات ومدن كبرى مثل نيويورك.
وأشار الدكتور عفيفي إلى أن وجود محاولات تصحيح داخلية قد يمدّ في عمر الإمبراطورية، لكن ذلك لا يلغي حتمية تحقق السنن التاريخية، التي تمضي بغضّ النظر عن الرغبات أو محاولات التأجيل.