تناول د. الدمنهوري في حديثه الطبيعة الأخلاقية والسياسية لسلوكيات بني إسرائيل، موضحاً أن أفعالهم المتكررة التي تتسم بالإفساد الأخلاقي والتهتك الاجتماعي هي نتاج مباشر لعقائدهم وأفكارهم، وليست مجرد أعمال سياسية منفصلة عن الدين أو الثقافة. وأكد أن الدين يهتم بضبط الفكر والقلب والسلوك، لأن السلوك هو ثمرة الاعتقاد، ولذا كانت الأديان جميعاً تهدف إلى تنظيم الفكر والأخلاق والأفعال لضمان توازن الفرد والمجتمع.
وأشار إلى أن القرآن الكريم يولي اهتماماً خاصاً بقصص بني إسرائيل، خاصة قصة سيدنا موسى عليه السلام، التي تعكس مواقفهم وأخلاقهم، كما يتضمن قصصاً أخرى منفصلة كقصة أصحاب السبت وقصة الرجل الذي ابتعد عن آيات الله، مما يدل على تكرار سلوكيات معينة تدل على طبيعة فكرية وأخلاقية معينة لدى بني إسرائيل.
وشدد الدمنهوري على أهمية الاستفادة من هذه القصص وتحذير الأمة الإسلامية من الاقتداء بتلك السلوكيات، مستشهداً بحديث نبوي شريف يحذر من تقليدهم حتى في أدق الأمور. كما تناول الدمنهوري نظرة بني إسرائيل إلى الله والأنبياء والكون، وأشار إلى أن تمسكهم بمعتقداتهم يبرهن على أن سلوكياتهم متجذرة في عقيدة يصعب فصلها عنها، وهو أمر يجب أن يؤخذ في الاعتبار عند التعامل معهم.