خاص الكوثر_ الوجه الآخر
وأوضح الدكتور مهدي عفيفي أنّ الأنظمة الغربية، وفي مقدمتها النظام الأميركي، تعطي الأولوية المطلقة للربحية ولو على حساب العدالة الاجتماعية، مشيراً إلى أنّ الجشع الاقتصادي والإصرار على تراكم الثروات بأي وسيلة يمثلان جوهر السياسات الرأسمالية الحديثة.
وأضاف أن الاستعمار بصوره القديمة والجديدة ما زال حاضراً، وأن الولايات المتحدة “تسعى للاستحواذ على خيرات الشعوب، خصوصاً في أفريقيا”، وهو ما يعمّق اختلالات اجتماعية واقتصادية داخل المجتمع الأميركي نفسه ويزيد من تهميش فئات واسعة.
اقرا أيضا:
وبيّن الدكتور مهدي عفيفي أنّ الشركات الكبرى والجيوش باتت تتحكم في صناعة القرار وحتى في تعريف الحريات داخل الغرب، لافتاً إلى أن مفهوم الحرية يُقاس اليوم وفق ما تراه الإدارة الأميركية، مستشهداً بمواقفها تجاه ما يحدث في فلسطين وقطاع غزة.
وأكد أنّ غياب البعد الإنساني في السياسات الاقتصادية والاجتماعية، وعدم الاهتمام بقيم العدالة والرعاية الاجتماعية، يمثلان أساس أزمة التشرد، قائلاً إن الرأسمالية “تركّز على خدمة أفراد محددين متنفذين، فيما يُهمّش الإنسان العادي ويُترك خارج دائرة الاهتمام”.
وشدد الدكتور مهدي عفيفي على أن الأزمة التي تعيشها الولايات المتحدة ليست طارئة، بل تعكس “أزمة بنيوية عميقة في الرؤية الرأسمالية ذاتها”.