خاص الكوثر_الوجه الآخر
وقال الدكتور يحيى أبو زكريا: إنّ فهم جذور الأزمة يتطلب العودة إلى بدايات تأسيس الليبرالية والرأسمالية التي، بحسب قوله، لم تُبنَ أساساً على تحقيق العدالة الاجتماعية أو المساواة، بل على حرية رأس المال وتمكين أصحاب النفوذ الاقتصادي والشركات متعددة الجنسيات من التوسع دون قيود، ما جعل الربح الهدف الأعلى للنظام.
اقرأ ايضا:
وأضاف أنّ الرأسمالية “كانت وراء معظم الحروب والأزمات التي عرفها العالم منذ القرن التاسع عشر”، موضحاً أن حركة الاستعمار الغربي نفسها قامت على نهب خيرات الشعوب وتمويل الاقتصاد الغربي على حساب الآخرين.
وكشف الدكتور يحيى أبو زكريا أنّ ما شاهده خلال إقامته ودراساته في الغرب كان “أكثر توحشاً مما وصفه كبار النقاد الغربيين مثل نعوم تشومسكي وشبنغلر”، مشيراً إلى أنّ القوانين الاجتماعية التي أُقرت لاحقاً في أوروبا والولايات المتحدة لم تتمكن من إنصاف الإنسان الغربي أو معالجة جذور الاختلالات.
وأكد أنّ فشل الغرب في تحقيق العدالة الاجتماعية داخلياً ليس أمراً طارئاً، بل نتيجة طبيعية لأن هذه القيم لم تكن جزءاً من الأساس الفلسفي للنظام الرأسمالي منذ نشأته.