خاص الكوثر_ قضية ساخنة
وأوضح نضال زهوي أن السعودية تمتلك علاقات تاريخية وجغرافية مع قبائل حضرموت، التي ترتبط بامتدادات قبلية داخل المملكة، ما منح الرياض أسبقية ونفوذاً طبيعياً في المنطقة، على عكس الإمارات التي لا تملك روابط جغرافية أو اجتماعية مع المنطقة، لكنها تسعى إلى تثبيت حضورها عبر مسارات بديلة.
وأشار إلى أن زيارة جرت قبل أسبوعين لخبراء عسكريين ونفطيين أمريكيين إلى المنطقة برعاية إماراتية، شكلت نقطة تحول أعطت أبوظبي فرصة لإعادة رسم المشهد السياسي في حضرموت، وفتح الطريق لتوسعة نفوذها، خصوصاً في مناطق وادي حضرموت الغنية بالنفط.
وأضاف أن الساحل الحضرمي يقع حالياً تحت هيمنة قوات “النخبة الحضرمية” المحسوبة على الإمارات، في حين يتركز نفوذ السعودية في الوادي والصحراء عبر المنطقة العسكرية الأولى وقوات “درع الوطن”، ما يجعل المحافظة مسرحاً لانقسام عسكري واضح بين الطرفين.
واعتبر نضال زهوي أن قرار تغيير محافظ حضرموت مؤخراً ليس إجراءً إدارياً عادياً، بل يمثل “ساعة الصفر لكسر التوازن الهش” والانتقال من حالة الحرب الباردة بين الحليفين السابقين، السعودية والإمارات، إلى مرحلة “كسر العظم” على النفوذ والموارد، وفي مقدمتها النفط.
وختم بالقول إن السماح الأمريكي للإمارات بتوسيع حضورها في المنطقة هدفه المباشر السيطرة على الموارد النفطية، وإن ما جرى في الساحل منذ العام 2019 وحتى اليوم كان ضمن تجهيزات مستمرة لتعزيز هذا التوجه.