خاص الكوثر - قضية ساخنة
قال مهدي عقيل: الولايات المتحدة تعتبر الجيش اللبناني استثمارًا خاصًا بها منذ تأسيسه، وهي الجهة التي ترعاه وترفض أي دور خارجي في ملف تسليحه أو دعمه، مهما كانت طبيعة أو كمية المساعدات المقدّمة، وقد رسمت واشنطن وظيفة محددة لهذا الجيش، تتمحور حول الأمن الداخلي وليس مواجهة "إسرائيل"، وهو ما يفسّر حساسية موقفها تجاه أي خطاب أو عقيدة عسكرية لا تنسجم مع رؤيتها.
وبيّن الباحث في الشأن الاقليمي: أن العلاقة بين الجيش والولايات المتحدة علاقة معقدة، فواشنطن هي التي تدعم الجيش وتدرّبه وتراقب بنيته العقائدية، في حين بدأت لدى بعض وحداته قناعات تختلف عن التوجّه الأميركي، خصوصًا في ما يتعلق باعتبار إسرائيل عدوًا. واعتبر أن إشارة قائد الجيش في مجلس الوزراء إلى إمكانية "تجميد الخطة الدفاعية" أثارت انزعاجًا أميركيًا، لأنها تعكس استقلالية لا تريدها واشنطن لهذا الجيش.
اقرأ ايضاً
وتابع: إن مطالبة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بالتفاوض في ملفات حساسة، مقابل خطاب يصرّ على وصف إسرائيل بالعدو، يشكل تناقضًا لا ينسجم مع منطق السياسة الأميركية. لذلك، فإن الحديث عن إقالة قائد الجيش لأسباب سياسية أمر غير واقعي، لأنه قد يسيء لواشنطن نفسها وللعهد اللبناني.
واشار ضيف البرنامج : إلى أن الخلاف داخل المؤسسات الأميركية — بين الكونغرس والبيت الأبيض والبنتاغون — حول السماح بزيارة قائد الجيش إلى واشنطن يؤكد حجم التعقيد، فهذه كانت لتكون أول زيارة رسمية بهذا المستوى، تختلف عن الزيارات البروتوكولية السابقة، لكن واشنطن رأت أن توقيتها لا يخدم مصالحها، وربما أرادت توجيه رسالة تأديبية للقيادة العسكرية اللبنانية.
وختم مهدي عقيل: بالتأكيد أن خطاب قائد الجيش الأخير كان لافتًا، إذ أكد بوضوح أن المعرقل الأساس أمام الجيش والدولة هو كيان العدو، وهو موقف له دلالاته في هذا التوقيت الدقيق