خاص الكوثر - الوجه الاخر
قال الدكتور حمروني إن ما يُعرف بـ"الإسلام الأمريكي"، وهو المصطلح الذي أطلقه الإمام الخميني (رضوان الله عليه)، يمثل نموذجًا للإسلام المحارب للإسلام الأصيل. وأكد الإمام في بداية نجاح الثورة الإسلامية أن هذه الجبهة، التي وصفها القرآن الكريم والرسول الأكرم صلى الله عليه وآله بأنها الأخطر على المؤمنين والمجتمع الإسلامي، بقيت تؤثر وتخترق المجتمع حتى وصول الفكر الغربي وحداثته إلى المجتمعات الإسلامية.
اقرأ ايضاً
وبين الدكتور حمروني: أن حركة المقاومة الوطنية والشعبية في أغلب الدول الإسلامية، مثل تونس، ليبيا، الجزائر، مصر، العراق، سوريا، لبنان، وإيران، قامت على ركائز الإسلام الأصيل، مدفوعة برفض الهيمنة الثقافية والسياسية الغربية.
وتابع : قوة الحداثة والحضارة المادية أدت إلى انهيار المنظومة الأخلاقية والفقهية في بعض المجتمعات، وظهور حركات علمانية كما شهدنا في إيران وتركيا وشمال إفريقيا، في المقابل، نشأت حركات مضادة، مثل الحركات السلفية الإصلاحية، التي قدمت نفسها على أنها تهدف إلى تصحيح المفاهيم الشرعية، وتنقية المجتمع الإسلامي من الشرك والوثنية، معتبرة نفسها حركة توحيدية قائمة على الإصلاح.
وأوضح أن هذه الحركات، رغم خلفيتها الإصلاحية، جاءت في إطار منظومة غربية شاملة، شملت الجوانب العسكرية والأمنية والاقتصادية، ولكن الأثر الأكبر كان ثقافيًا. لذلك كان من الضروري ظهور حركات تصحيحية ثقافية لإعادة صياغة المفاهيم الإسلامية، كما حدث في العديد من الدول مثل مصر وتونس وغيرها.