خاص الكوثر - إبدأ رحلتك
تناولت الأستاذة مواهب الخطيب أن أهمية المشاورة كجزء من تكوين مهارة اتخاذ القرار منذ الطفولة، بدءًا من إشراك الطفل في اختيار ملابسه، لترسيخ فكرة أن الحيرة يمكن تجاوزها بالاستعانة برأي آخر. ومع تطور الفرد، تتخذ المشاورة طابعًا أكثر منهجية، حيث يُشجَّع على تحليل الخيارات عبر تدوين الإيجابيات والسلبيات، وفحص مقدار النفع مقابل الضرر، انطلاقًا من قاعدة أن كل منفعة لها «ضريبة».
وعرضت مثالًا توضيحيًا يبرز العلاقة بين تقدير النفع والضرر: احتمال ضئيل جدًّا لوقوع ضرر قد يغدو مرجِّحًا لتجنب خيار معين، بينما احتمال كبير لتحقيق مكسب يشجع على الإقدام. ومن هنا تُقدَّم مهارة اتخاذ القرار باعتبارها موازنة دقيقة بين الأقل ضررًا والأكثر نفعًا.
إقرأ أيضاً:
وأضافت الأستاذة الخطيب أن المشاورة تصبح ضرورة عندما يفتقر الشخص إلى الخبرة، فيلجأ إلى مختصين لإرشاده—سواء في اختيار التخصص الدراسي أو تحديد المسار الأكثر انسجامًا مع ميوله وقدراته. كما أشارت إلى بُعد ديني-ثقافي يعزز قيمة المشاورة؛ إذ يُستشهد بسيرة النبي محمد ﷺ الذي كان، رغم خبرته، يُؤمر بالمشاورة. وتُطرح أمثلة اجتماعية أخرى مثل استشارة الوالدين عند اتخاذ قرارات مصيرية، كالزواج، بحكم معرفتهم بخصائص شخصية أبنائهم.
الخلاصة أن المشاورة ليست بديلًا عن القرار الشخصي، بل أداة داعمة تُستخدم عندما تتعدد الخيارات أو يتعذر على الفرد تقييمها وحده، مع بقاء معيار النفع والضرر أساس عملية الاختيار.