خاص الكوثر_ثامن الحجج
وقال الشيخ محمد البهادلي: إن الإمام الرضا عليه السلام بدأ بيانه بحق المؤمن على أخيه المؤمن بـالمودة له في صدره "المودة القلبية"، مشيرًا إلى أن على المؤمن أن يحمل في صدره محبةً لأخيه حتى إن لم يره أو يعرفه شخصيًا، مضيفًا أن هذه المحبة نابعة من الإيمان المشترك والارتباط العقائدي.
وأوضح الشيخ محمد البهادلي أن أهل البيت عليهم السلام كانوا النموذج الأسمى في هذا النهج، فقد كانوا يبادرون إلى العطاء والإحسان دون أن يُظهروا ذلك، ويحرصون على قضاء حوائج المؤمنين خفيةً، مشيرًا إلى أن الأئمة، ومنهم الإمام الصادق والإمام الكاظم عليهما السلام، كانوا يوصون بعدم ترك أحد من أصحابهم محتاجاً أو مضطراً.
اقرأ أيضا:
وأضاف الشيخ محمد البهادلي أن من بين الحقوق التي أشار إليها الإمام الرضا عليه السلام النصرة للمظلوم، مبينًا أن النصرة واجبة للمؤمن إذا ظُلِم، أما إذا كان ظالمًا فالنصرة تكون في منعه من الظلم لا في تأييده عليه، موضحًا أن ذلك يعكس التوازن الأخلاقي في الفكر الإسلامي.
وأشار إلى أن الإمام الرضا عليه السلام شدّد كذلك على الأمانة وعدم الغش والخيانة، مؤكدًا أن المؤمن الحقيقي هو من يحفظ غيبة أخيه، ويرعى أهله وذريته، ويحافظ على حقوقه حتى في غيابه.
كما لفت الشيخ محمد البهادلي إلى أهمية زيارة المؤمن لأخيه في حياته وتفقده في أحواله، مؤكدًا أن هذه الزيارة تجسد روح التواصل الاجتماعي والإيماني الذي دعا إليه الإسلام.
وختم الشيخ محمد البهادلي حديثه بالقول إن وصايا الإمام الرضا عليه السلام تمثل دستوراً أخلاقياً متكاملاً لبناء مجتمع متماسك تسوده المحبة، والنصرة، والرحمة، مبينًا أن الالتزام بهذه الحقوق هو السبيل الحقيقي لحفظ الإيمان وتجسيد قيم أهل البيت عليهم السلام في واقع الحياة.