خاص الكوثر - قضية ساخنة
ويرى الأستاذ حسان عليان أنّ التغييرات الأخيرة في الأسماء والمهام داخل الساحة السورية تأتي ضمن ما وصفه بـ«إعادة ترتيب الصفوف لتنفيذ المرحلة الثانية من المشروع الأميركي»، الذي يهدف، بحسب رأيه، إلى إضعاف حركات المقاومة وضمان أمن الكيان الصهيوني.
وأوضح أن الجولاني، الذي يحاول الظهور بصفة «قائد وطني معتدل»، قدّم – من وجهة نظره – خدمات جديدة للمشروع الأميركي في سوريا، مشيراً إلى أن التحوّلات الأخيرة تعبّر عن رغبة واشنطن في إنهاء مهمته الحالية تمهيداً لمرحلة سياسية جديدة.
وأضاف المحلل السياسي أن الولايات المتحدة «استثمرت في الحركات الجهادية» منذ عقود، مستشهداً بتصريحاتٍ سابقة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، حين قال إنّ الإدارات الأميركية السابقة «هي من أنتجت تنظيم داعش واستثمرت فيه» لخدمة أهدافها في الشرق الأوسط.
إقرأ أيضاً:
وأكد أن هذه السياسة ممتدة منذ الحرب الأفغانية ضد الاتحاد السوفييتي، حيث تمّت رعاية الحركات الإسلامية كأدواتٍ وظيفية في الصراع الدولي، مشيراً إلى أن المشهد السوري اليوم يكرّر التجربة ذاتها لكن بأبعادٍ جديدة ترتبط بأمن "إسرائيل" وإضعاف محور المقاومة.
كما يستشهد الأستاذ عليان بموقف الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله الذي شدّد منذ بداية الحرب السورية على أن سقوط سوريا كان سيعني سقوط فلسطين ومحاصرة المقاومة، لافتاً إلى أن الوجود الجهادي في بعض مناطق الجنوب السوري «يُستخدم اليوم كواجهة لتمرير ترتيبات أمنية تضمن هدوء الحدود مع "إسرائيل"».
ويختتم حسان عليان بالقول إنّ واشنطن تسعى إلى تحويل سوريا إلى ساحة لإعادة رسم التوازنات الإقليمية، من خلال إدارة أدوار القوى المحلية بما يضمن أمن "إسرائيل" واستمرار الضغط على القوى المقاومة في المنطقة.