خاص الكوثر - قضية ساخنة
قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور محمد شمص إن المبعوث الأميركي توماس براك (أشار في حديثه الأخير) الى لبنان بأنه "دولة فاشلة"، ما أثار استنكاراً واسعاً لِما اعتُبر تجاوزاً دبلوماسياً وخطاباً متعالياً يعكس ذهنية إدارة أميركية تميل إلى فرض الإملاءات أكثر من بناء الشراكات.
وأضاف: محللون لبنانيون رأوا أن براك – الذي يوصف بأنه قريب في أسلوبه من الرئيس الأميركي دونالد ترامب – فشل في إدارة الملف اللبناني، الأمر الذي دفع واشنطن إلى تهميش دوره لصالح مبعوثين آخرين مثل أورتاغوس والسفير ميشيل عيسى الذي يُتوقع أن يتولى الإشراف المباشر على هذا الملف.
وأكد الدكتور شمص أن التصريحات (الأخيرة) جاءت في سياق مطالبة براك الحكومة اللبنانية بنزع سلاح المقاومة، في تكرار لمواقف أميركية تعتبر السلاح اللبناني – سواء بيد الجيش أو المقاومة – تهديداً يجب "تدميره"، وليس فقط تنظيمه أو حصره.
إقرأ أيضاً:
وتابع المحلل السياسي أن الموقف الأميركي يعكس ازدواجية واضحة: فواشنطن تدعو إلى نزع سلاح اللبنانيين، لكنها في الوقت نفسه تدعم بلا حدود الترسانة العسكرية الصهيونية التي تواصل خرق السيادة اللبنانية.
في المقابل، رد الموفد الأميركي السابق آموس هوكستين على تصريحات براك قائلاً إن "الوقت ليس لوصف لبنان أو تقييمه"، بل للعمل من أجل الاستقرار، في إشارة إلى التباين داخل الإدارة الأميركية نفسها بين تيارات أكثر تشدداً وأخرى أكثر براغماتية.
ويرى الدكتور محمد شمص أن جوهر الأزمة لا يتعلق فقط بتوصيف لبنان، بل بالسياسة الأميركية التي ساهمت في تفاقم أزماته من خلال الحصار الاقتصادي والعقوبات المستمرة منذ "قانون قيصر"، والدعم المطلق لكيان الاحتلال في اعتداءاته المتكررة على الأراضي اللبنانية.
واختتم قوله بأن هذه السياسات، بحسب مراقبين، هي التي عمّقت الانهيار في مؤسسات الدولة اللبنانية وأضعفت قدرتها على مواجهة التحديات، في حين تواصل واشنطن تحميل اللبنانيين وحدهم مسؤولية الوضع القائم.