خاص الكوثر_الوجه الآخر
وأوضح الأستاذ سلطان العبدلي أن خطورة هذا المشروع تكمن في استهدافه منطقة الحجاز بوصفها مهد الإسلام ومهبط الوحي وموقع قبلة المسلمين، مشيرا إلى أن المخطط لا ينفصل عن محاولات سابقة لاحتلال المقدسات الإسلامية، بدءا من السيطرة على المسجد الأقصى وصولًا إلى المساعي القديمة والجديدة للنيل من المسجد الحرام ومكانة المدينة المنورة.
اقرأ أيضا:
وأضاف :أن هذه المؤامرات لم تتوقف عبر التاريخ، مستشهدا بمحاولات أبرهة في الجاهلية، ثم الحملات البرتغالية في العصور الحديثة، موضحًا أن تلك الأحداث شكّلت نقطة تحول في مسار المنطقة الإسلامية.
وأشار العبدلي إلى أن احتلال الحجاز في عام 1924 تم ضمن تفاهمات بريطانية، بعد أن رفض الشريف حسين بن علي القبول بتسليم القدس وفلسطين لليهود، قائلاً: "الشريف حسين أعلن أنه يقبل بالنفي عن الحجاز لكنه لن يقبل بتسليم القدس لليهود، وهو ما عجّل بإزاحته ودخول ابن سعود إلى الحجاز".
وأكد أن هذا الارتباط بين الحجاز وفلسطين ثابت في الوعي الديني والتاريخي، مستشهدًا بقول الله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله}، مشيرا إلى أن هذا الربط القرآني يؤكد وحدة القضية والمصير بين الحرمين الشريفين والقدس.
وختم الأستاذ سلطان العبدلي بالتأكيد على أن الحجاز يواجه اليوم محاولات جديدة لإعادة تشكيل هويته الدينية والتاريخية، داعيا المسلمين في العالم إلى إدراك خطورة هذه المساعي والتصدي لها بالوعي والعمل المشترك، حفاظا على مقدسات الأمة وكرامتها الحضارية.