خاص الكوثر - الوجه الاخر
قال الدكتور عدنان عزام : انا كباحث متابع للعقل والفكر الغربي لا أرى أي تغيير جوهري في الخطاب الغربي. فالتاريخ يُظهر استمرارية في العقلية ذاتها: ففي حملات الفرنجة عام 1095، ارتكب الصليبيون فظائع مروّعة، وعندما دخل الجنرال غورو سوريا بعد ألف عام، وقف على قبر صلاح الدين وقال مستفزًا: "ها نحن قد عدنا يا صلاح الدين"، ثم تكرر المشهد في احتلال العراق والجزائر وسائر البلدان العربية والإسلامية. لذلك، أرى أن خطابهم في تسعينيات القرن الماضي لا يختلف قيد شعرة عن خطابهم في عام 2025.
اقرأ ايضاً
وتابع : الغرب – عند تعامله مع الشرق – يعتمد تعددية الأصوات داخل المشروع الواحد: فهناك من يرفع صوته بقسوة، وآخر يتحدث بهدوء، وثالث يظهر المودّة، تمامًا كخشبة مسرح توزّع فيه الأدوار بعناية، هذه ليست عشوائية، بل أدوات مدروسة تهدف للتأثير في الرأي العام العربي، الذي – مع الأسف – يسقط أحيانًا في فخ هذه الحيل الفكرية والسياسية.
وكرر الدكتور كلامه قائلا: ومرة أخرى، لا أجد أي اختلاف حقيقي في الخطاب؛ ففي عام 1995 كان حديثهم عن حقوق الإنسان والسلام الدولي، لكنه كان خطابًا ظرفيًا يُستخدم وفق المرحلة، واليوم، مع ما يُسمّى بانتصاراتهم بعد "طوفان الأقصى"، وجدوا الفرصة لإظهار الوجه الحقيقي دون تجميل، فأصبح الخطاب فجًّا وقاسيًا ومتعاليًا، لأنه – وفق رؤيتهم – لم يعد هناك حاجة للاختباء خلف شعارات أخلاقية أو إنسانية.