خاص الكوثر_الوده الآخر
وأوضح البروفيسور أسعد السحمراني أن التلمود، الذي دوِّن في القرون الأولى قبل الميلاد وأضيفت إليه شروحات لاحقة، لا يحتوي على أي نصوص تتحدث عن أطماع في الأرض أو عنصرية تجاه الآخرين تتصل بمكة، مضيفا أن ما يرد في بعض الأسفار من إشارات إلى "أرض الآخرين" أو "أرض خياران" لا يمتّ إلى مكة بصلة.
وبيّن أن بعض الباحثين المعاصرين في الغرب حاولوا الربط بين ما ورد في سفر المزامير وتحديدًا في أحد المزامير التي تتحدث عن "وادي البكاء" أو "شجرات البكاء" وبين مكة المكرمة، من خلال تحوير في الترجمة بحذف الألف واللام واستبدال بعض الحروف، إلا أن هذا التفسير "محض تكلف لا يستند إلى دليل نصي أو لغوي".
اقرأ أيضا:
وأضاف البروفيسور أسعد السحمراني أن النصوص التي وردت في سفر التكوين، الإصحاح الحادي والعشرين، وتتحدث عن قصة هاجر وابنها إسماعيل عليه السلام، إنما تشير إلى "برية فاران"، وهي منطقة مغايرة جغرافيا لمكة المكرمة بحسب السياق التاريخي والجغرافي، موضحا أن ما يزعمه البعض من أن المقصود بـ"فاران" هو مكة "تفسير متناقض ولا يستقيم مع تسلسل الروايات التوراتية".
وختم بالتأكيد على أن هذه القراءات الحديثة للنصوص التوراتية لا تتجاوز كونها محاولات لتبرير أفكار مسبقة، ولا تقوم على أسس علمية أو نصية متينة، مشددا على ضرورة التعامل مع هذه المسائل بموضوعية علمية بعيدا عن الأهواء والتأويلات المفتعلة.