خاص الكوثر - الوجه الاخر
قال الدكتور عسكر: من الضروري التفريق بين القناعة والقرار في السياسة: القناعة تخص الذات والفرد، أما القرار فيخصّ الجماعة ويُتخذ وفق المصالح والمتطلبات، الفصائل الفلسطينية رأت أن كثيرًا من أهداف المواجهة قد تحققت، وأول تلك الأهداف هو ارتفاع الوعي بالقضية.
اقرأ ايضاً
وتابع : أعتبر هذا الوعي من أولى وأكبر المكاسب التي تحققت على الإطلاق؛ فالوعي بالقضية الفلسطينية لم يعد مجرد رأي عام عربي أو إسلامي، بل أصبح قضية رأي عام دولي، لقد جذبت هذه الحرب على الأقصى كثيرًا من القوى الدولية والإقليمية؛ رأينا دخولًا فاعلًا من دول ومجتمعات عديدة: اليمن، العراق، إيران، ودخول قوى دولية مثل جنوب أفريقيا بموقعها الرمزي في النضال والمطالبة بالحقوق، وكذلك تفاعل شعوب في إسبانيا وأمريكا اللاتينية التي مارست ضغوطًا دبلوماسية وشعبية جادة، شعوب كثيرة من أميركا اللاتينية انخرطت بشكل جدي في دعم القضية.
واكمل : يمكن القول إن الوعي العام بالقضية الفلسطينية بدأ يتبلور قبل أحداث المسجد الأقصى، لكن تلك الأحداث زرعت البذرة الحقيقية وأسرعت في نمو هذا الوعي. كانت هناك مقدمات منذ أحداث الشيخ جراح التي غرزت الفكرة ووضعت الأساس لما نعيشه الآن من تداعيات لمعركة الأقصى.
وختم الدكتور سامح عسكر: قبل ذلك، كانت قضية فلسطين عند كثيرين قضية يتيمة مهملة؛ تخلى عنها البعض، كما هُوّنت فكرة المقاومة عند البعض وربطوها بالغباء أو التخلف، وربطوا مسألة المقاومة بمفاهيمٍ لا تمت للمنطق أو العلم بصلة، كذلك ساد اعتقاد لدى أوساطٍ ثقافية وعلمانية بأن الاحتلال دولة مشاركة في السلام والتسامح والعدالة، ولكنّ طوفان الاقصى كشف غير ذلك، وأظهر الوجه الحقيقي للكيان الذي برز منذ الأربعينيات، كقوة عنصرية تمارس العنف والطائفية والإرهاب.