خاص الكوثر - عراق الغد
قال السلطاني : بشأن تهديدات نتنياهو لفصائل المقاومة ومحور المقاومة عامةً، فهذه التهديدات يجب أن تُؤخذ على محمل الجد، خاصة وأن وراء نتنياهو حلفاً دوليًا تقوده الولايات المتحدة، ومع ذلك، أرى أن خطاب نتنياهو ينبع من فراغ سياسي؛ فهو يشعر بالعزلة الدولية، لاحظنا العديد من الدول الأوروبية بدأت تعترف بدولة فلسطين، وبعضها تحدث عن إمكانية تطبيق أحكام المحكمة الجنائية الدولية، بما قد يعني ملاحقة قادة إسرائيل، ومن ضمنهم نتنياهو. في خطابه أمام الأمم المتحدة بدا أن العزلة العالمية قد تجلّت بوضوح: أثناء إلقائه خطابه على منصة الأمم المتحدة لم يكن هناك مناصرة قوية حوله داخل القاعة.
اقرأ ايضاً
وتابع : هذا الواقع يؤكد انسدادا في شرعية هذا الرجل داخل المجتمع الدولي، وأن شعبيته الدولية متدنية، لأنه بات يُنظر إليه على أنه مسؤول عن ممارسات إجرامية ضد المدنيين والبنى التحتية، لم تُبدِ دول عدة أي تعاطف معه خلال خطابه، ما يوضّح حجم العزلة.
واضاف : أما عن جوهر خطاب نتنياهو نفسه، فهناك ما هو أعمق من مجرد خطاب سياسي عابر: يستند البعض في خطابه إلى تأويلات دينية وتوراتية تحاول تقديم أرض فلسطين كـ"أرض الميعاد" والعودة إليها كهدف تاريخي وديني، وفي بعض مواقعه يتحدّث عن استعادة مناطق تاريخية كانت يقطنها اليهود سابقًا، في محاولة لصياغة رواية كبيرة لمشروع دولة إقليمية متوسعة.
وختم السلطاني حديثه بالقول: تهديدات نتنياهو جدية وتستدعي الحذر، لكنها أيضًا انعكاس لعزلة دولية وركيزة داخلية تحاول من خلالها حكومة الاحتلال تبرير سياسات قاسية أو الاستفراد بالسلطة عبر توظيف الخطر الخارجي سياسياً.