خاص الكوثر_نساء المقاومة
قال حاييم بريشيت، مؤسس «الشبكة اليهودية من أجل فلسطين»، إن النقاش اليوم لا يختزل إلى خيار واحد هو «حل الدولتين»، بل إن ما يجري من أحداث وشهادات يطرح سؤالاً أعمق حول ما إذا كانت فلسطين ستنعم يومًا بالحرية وسيتسنى للفلسطينيين العيش في وطن آمن.
اقرا ایضا:
ثم تابع بريشيت مشدِّداً على أن عصر الاستعمار فقد الكثير من قوته، وأن القضية الفلسطينية تمثل ما وصفه بـ«آخر المستعمرات التاريخية للغرب» التي يجب أن تُهزم، لأن كثيرًا من دول العالم تقف الآن مع فلسطين، وأنها تحولت إلى رمز للنضال ضد الهيمنة كما كان الحال مع جنوب أفريقيا سابقًا.
أكمل المتحدث حديثه بالربط بين واقع الحريات في دول عدة وقضية فلسطين، قائلاً إن فقدان الحرية في بلدانٍ أخرى مرتبط برفض فلسطين أن تكون حرة، وإن ذلك يتضح اليوم أكثر من أي وقت مضى.
وأضاف أن تجربة العيش في بريطانيا باتت بالنسبة له دليلاً على انعدام الحرية، مستدلاً باعتقاله هو نفسه واعتقال مئات آخرين خلال الأشهر الأخيرة لمجرد الحديث عن فلسطين، ومشيرًا إلى أن حالات الاعتقال زادت منذ وصول حزب العمال إلى السلطة مقارنة بفترة سابقة.
ثم تطرق بريشيت إلى اتهامات معاداة السامية التي يواجهها ناشطون مؤيّدون للفلسطينيين، واعتبر أن توجيه مثل هذه الاتهامات يتعارض مع القانون الدولي والإنسانية، معبِّرًا عن استيائه من أن يُتهم هو شخصيًا بمعاداة السامية بينما يؤكد معارضته للاحتلال.
أكمل كلامه بالتحذير من مشاريع تهدف إلى «تحويل غزة إلى منتجع» على غرار أفكار أُثيرت علنًا، متسائلاً عمّا سيعني ذلك للنساء والأطفال والذين يتمسكون بأرضهم، معبّرًا عن أمله ألا تنجح مثل هذه المشاريع لأنها مرتبطة بجرائم تطهير عرقي أو طرد قسري قد يرقى إلى حد الإبادة الجماعية.
وأضاف أن المشاهد التي تُرى في غزة الآن من معاناة للمدنيين لا تُرى في أماكن أخرى: أطفال ونساء ورجال بلا مأوى ولا طعام، وأن الشتاء الأخير كان قاسياً للغاية بالنسبة لهم.
ثم تابع أن أغلب ضمائر الإنسانية تقف إلى جانب الفلسطينيين، معربًا عن قلقه من أن نجاح سياسات تهجير جماعي أو تغيير ديموغرافي سيمثل كارثة إقليمية، ومشيرًا إلى أن بعض القوى الغربية قد تساند مثل هذه المسارات، وهو ما سيؤدي إلى نتائج «مروعة».
وختم بريشيت كلامه بدعوة أطلقها إلى شعوب الغرب بأن تتحمل مسؤولية ما دمرته سياسات سابقة وأن تساهم في دفع ثمن إعادة إعمار وإرجاع الحقوق، مؤكداً أن الحل لا يجوز أن يكون على حساب طرد أو تشريد الملايين، وأن الفلسطينيين يجب أن يتمكنوا من العودة إلى وطنهم، مع إعادة بناء غزة بحيث يستطيع أهلها العيش فيها بكرامة>