خاص الكوثر - قضية ساخنة
يرى الباحث في العلاقات الدولية الدكتور جرار ديب أن وصول ترامب إلى البيت الأبيض أعطى زخمًا جديدًا للسياسات الصهيونية في المنطقة، خصوصًا ما يتعلق بخطة "إسرائيل الكبرى" التي يسعى نتنياهو لتنفيذها على الأرض. ويؤكد جرار أن العلاقة بين نتنياهو والإدارة الأميركية ليست علاقة تبعية تقليدية، بل هي علاقة انعكاسية تعكس مصالح مشتركة، حيث يمثل نتنياهو مصالح الولايات المتحدة في منطقة غرب آسيا بشكل مباشر وغير مباشر.
يربط الدكتور ديب توجهات بنيامين نتنياهو الحالية بمحاولة إنقاذ نفسه من سلسلة المحاكمات التي يواجهها داخليًا، مستفيدًا من الدعم الأميركي الذي يشكل حاجز حماية له، خصوصًا في ظل الحرب الجارية التي تستخدمها القيادة الصهيونية لتبرير مواقفها أمام الرأي العام.
تتداخل هنا المصالح الشخصية لنتنياهو مع السياسات الأميركية الأوسع، التي تسعى لإعادة هيكلة المنطقة بما يتجاوز اتفاقيات سايكس-بيكو التاريخية، وتهدف إلى خلق توازنات جديدة وفقًا لمصالح القوى العالمية، لا سيما الولايات المتحدة وروسيا.
إقرأ أيضاً:
يوضح الباحث في العلاقات الدولية أن الخلافات بين القوى الغربية، مثل الأوروبيين والأميركيين، حول الاعتراف بدولة فلسطينية، تلعب دورًا مهمًا في تعقيد المشهد، مع رفض واضح من إدارة ترامب لمبادرات حل الدولتين التي كانت مطروحة سابقًا. ويشير إلى أن الخطاب الرسمي الأميركي، وإن بدا داعمًا لإقامة دولة فلسطينية، إلا أنه في الواقع يترجم إلى سياسات لا تسمح بتحقيق ذلك على الأرض.
في الوقت نفسه، تطرح الأحداث الأخيرة، لا سيما مواقف حركة حماس، تحديًا كبيرًا أمام كل من "إسرائيل" والولايات المتحدة، حيث يبدو أن هناك مقاومة محلية للمقترحات الأميركية الصهيونية، ما يزيد من تعقيد إمكانية تطبيقها.
ختامًا، يرى الأستاذ ديب أن الإدارة الأميركية الحالية، بقيادة ترامب، تتبع استراتيجية تستند إلى إعادة رسم خارطة المنطقة بما يخدم مصالحها الاستراتيجية، وتوفير الحماية لنتنياهو، الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من هذه السياسة، في حين يظل الفلسطينيون أمام تحديات كبيرة في نيل حقوقهم.